هدّد مشاركون في لقاء تواصلي جمع فعاليات سياسية وجمعوية بمدينة كلميم مع عدد من أفراد الجالية المقيمين بالخارج والمنحدرين من المدينة ذاتها، بمقاطعة الانتخابات المقبلة إذا لم تتدخل الدولة لإنصافهم وتمكينهم مما يعتبرونه حقوقا ضاعت منهم منذ سنوات. كما هدّد مشاركون آخرون من أفراد الجالية بتنظيم وقفات احتجاجية أمام سفارات وقنصليات المغرب بالدول التي يقيمون فيها من أجل الضغط على المسؤولين المغاربة، لإعادة نظرهم في من يسيّرون الشأن المحلي لكلميم، وركز كل المتدخلين في اللقاء المشار إليه، والذي بادرت بتنظيمه جمعية الخيمة للجالية المغربية بهولندا، على ما رأوا فيه مظاهر فساد ينخر مدينة كلميم، محملين المسؤولية المباشرة إلى رئيس المجلس البلدي عبد الوهاب بلفقيه وعدد من مسؤولي السلطة المحلية السابقين والحاليين، وبدا واضحا تركيز المشاركين في اللقاء التواصلي المذكور على مسؤولية المجلس البلدي في ما اعتبروه تدني مستوى التنمية في كلميم مقابل اغتناء مثير للشك لعدد من المنتخبين وذلك من خلال توزيعهم على الحضور لفقرات من تقرير المجلس الأعلى للحسابات لسنة 2008 تشير إلى عدد من الملاحظات والتوصيات التي سجلها المجلس على تدبير عبد الوهاب بلفقيه لمجلس بلدية كلميم. وفي كلمة باسم جمعية اتحاد الصحراويين المغاربة بانجلترا، شدد محمد فنيش على ضرورة محاربة ما وصفهم بأخطبوط الفساد الذي يسيطر على كل صغيرة وكبيرة في كلميم، مشيرا إلى أن السلطات تواطأت في العملية الانتخابية الأخيرة التي جاءت ببلفقيه إلى رئاسة بلدية كلميم، ودعا فنيش الدولة إلى تحمل مسؤوليتها وحماية من وصفهم بفقراء ومظلومي منطقة واد نون. من جهته أشار متحدث باسم التنسيقية المحلية لكلميم التي تضم أحزابا ونقابات وجمعيات محلية، إلى أن "ناهبي المال العام" ضيعوا على كلميم فرصا كثيرا للإقلاع التنموي منذ سنوات، معددا برامج واعتمادات مالية تم تخصيصها لمشاريع تنموية كبرى بكلميم دون أن ترى النور، ضاربا المثال بهبة ألمانية قال إنها بلغت حوالي 143 مليون مارك ألماني تم تخصيصها لربط كافة أرجاء كلميم بالماء الشروب، ليتم تحويلها بقدرة قادر –حسب المتحدث- إلى مد قنوات الماء صوب مدينة طانطان من أجل استعماله في غسل وتنظيف بواخر وقوارب بعض المتنفذين، كما جرد المتدخل المذكور مشاريع أخرى لم يستفد منها سكان إقليمكلميم منها مشروع استصلاح حوض واد أم لعشار ومشروع محاربة التصحر وكذا مشاريع فلاحية أخرى ساهمت منظمة "الفاو" في تمويلها. وأجمع المشاركون في اللقاء التواصلي المنظم مساء الأحد 31 يوليوز المنصرم، في ختام لقائهم على ضورو تكثيف الجهود وتوحيد النضال من أجل محاربة الفساد وتحقيق التنمية المنشودة بكلميم ومنطقة واد نون بصفة عامة. كما أصدر المشاركون في اللقاء بيانا عبروا فيه عن رفضهم لاستمرار هيمنة فئة و"لوبيات" معروفة على الحياة السياسية بالمنطقة، ومطالبين السلطة المحلية بلعب دور أكبر في الحفاظ على مصالح سكان كلميم.