هدد بعض أعضاء المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار بإقليم سيدي إيفني بالاستقالة الجماعية من الحزب في حال فرض القيادة الوطنية مرشحا آخر للانتخابات البرلمانية غير المرشح الذي اختارته القواعد الحزبية، في إطار القوانين الداخلية الجاري بها العمل داخل الحزب. وأفادت مصادر «المساء» بأن التجمعيين يعيشون هذه الأيام على أعصابهم بسيدي إيفني، خاصة بعد تناسل الإشاعات بخصوص ترشيح بعض الأسماء الوافدة على الحزب وإقصاء أسماء أخرى ألفت الترشح باسم الحمامة وتحملت مسؤوليات انتخابية منذ عقود. وفي هذا السياق، لم يتمكن أعضاء حزب التجمع الوطني للأحرار بسيدي إيفني من الحسم في مرشح الحزب لأول انتخابات برلمانية بالإقليم الفتي، بعد ظهور أسماء جديدة راغبة في الترشح باسم حزب الحمامة، ودخول أطراف من خارج الإقليم على خط الصراع الانتخابي في صفوف الحزب بالإقليم، على الرغم من اقتراح القواعد الحزبية اسم العربي أقسام، الرئيس السابق للمجلس الإقليمي لتيزنيت، على رأس لائحة الحزب للانتخابات البرلمانية. وحسب المصادر ذاتها، فإن الصراع الانتخابي الدائر حاليا حول رئاسة جهة كلميم واد نون بين كل من عمر بوعيدة الرئيس الحالي لجهة كلميمالسمارة، وعبد الوهاب بلفقيه الرئيس الحالي لبلدية كلميم، ألقى بظلاله الثقيلة على التجمع الوطني للأحرار بسيدي إيفني، بعد استقطاب رئيس مجلس جهة كلميم للبرلماني عبد الله أوبركة إلى صفوف حزب الحمامة بمدينة طانطان بعد أن كان نائبا برلمانيا خلال الولاية الحالية المنتهية باسم حزب الاتحاد الاشتراكي بتيزنيت، مقابل دعمه للظفر بمقعد رئيس الجهة للمرة الثانية على التوالي، وهو ما اعتبره مراقبون محليون ضربة قاضية لحلم رئاسة الجهة من طرف رئيس المجلس البلدي لكلميم للمرة الأولى، إذ أن إقليمطانطان - تقول المصادر- يعتمد فيه التصويت على منطق القبيلة، ويحتد فيه الصراع بين قبيلة آيت لحسن وقبيلة آيت باعمران، اللتين تتنازعان حول جل المناصب الانتخابية بالمنطقة، لكن توحيد مرشحهما في الانتخابات البرلمانية سيجعل طريق وصول بلفقيه إلى مقعد رئاسة الجهة محفوفا بالكثير من المشاكل. وبُغية تحقيق التوازن في موازين القوى بين الأطراف المتصارعة بكلميم، عمد البرلماني الاتحادي ورئيس بلدية كلميم عبد الوهاب بلفقيه إلى ربط الاتصال بحلفائه داخل التجمع الوطني للأحرار بسيدي إيفني بغية تزكية رفيقه السابق في الحزب يوسف أبو الحقوق مكان العربي أقسام، على اعتبار استحالة التحالف بينه وبين هذا الأخير، بحكم الخلافات التاريخية والقديمة بينهما، وهو ما يصعب مأمورية إعادة تسمية العربي أقسام على رأس اللائحة البرلمانية، ويجعل الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات، خاصة أن كل طرف بدأ منذ مدة في استعراض قوته على الطرف الآخر. كما علمت «المساء» بأن المأمورية تعقدت أكثر داخل حزب الحمامة، بعد توصل القيادة الوطنية للتجمع الوطني للأحرار بطلبات مباشرة للترشح باسم الحزب من قبل يوسف أبو الحقوق، وهو نجل أقدم رئيس جماعة بالمنطقة، ومن قبل أحد المقاولين الناشئين بالمنطقة. وكان الاجتماع الأخير، الذي انعقد بمقر التجمعيين بتيزنيت، قد أسفر عن تصويت خمسين عضوا من أعضاء هيئة الترشيح، التي تضم في عضويتها عددا من المستشارين الجماعيين بالإقليم، وأعضاء المجلس الوطني وأعضاء الكتابة الإقليمية وكتاب الفروع المحلية، من أجل ترشيح أقسام بناء على المادة 38 و39 من القانون الأساسي للحزب، التي تؤكد على أن اقتراح المرشحين المحتملين للحزب يكون من طرف القواعد الحزبية، لكن مآلات الترشح بالإقليم لدى الأحرار لا تزال غامضة، كما أكدت عدة مصادر تجمعية ل«المساء». وفي موضوع ذي صلة، عبرت عدة أسماء محلية عن رغبتها في الترشح بإقليم سيدي إيفني، وولوج قبة البرلمان تحت أسماء حزبية عديدة، ففي الوقت الذي يجد التجمع الوطني صعوبات تمنعه لحد الآن من إقرار مرشحه الرسمي، فإن جل الأحزاب العاملة في الساحة المحلية لم تعلن بعد عن أسماء مرشحيها للانتخابات المقبلة.