تعهد وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة٬ مصطفى الخلفي٬ أمس الجمعة 5أبريل بالدار البيضاء٬ بتفعيل جملة من الإجراءات الرامية إلى توسيع خريطة البرامج الثقافية داخل مؤسسات السمعي البصري العمومي. وتشمل هذه الإجراءات٬ حسب الخلفي الذي تحدث في إطار ندوة حول "الإعلام والثقافة..رؤى متقاطعة" إطلاق دينامية تنافس على البرامج الثقافية في الإعلام العمومي في إطار طلب عروض٬ ومضاعفة عدد البرامج الثقافية واعتبارها ضمن برامج الخدمة العمومية واقتناء خمسين مسرحية من الموسم المسرحي لمسرح محمد الخامس للعرض التلفزيوني وغيرها.
وحدد الوزير مهمة الإعلام في هذا السياق على ضوء الإطار الدستوري الذي ينص على احترام وتثمين مكونات الهوية المغربية وتكريس التعددية الثقافية واللغوية٬ لكنه شدد على أن أجرأة هذه التوجهات صيرورة ممتدة في الزمن والمغرب في طور مرحلة تأسيسية يؤمل تجاوزها مع اعتماد القانون الجديد للسمعي البصري.
وقال مصطفى الخلفي إن التدابير العمومية لا تعني حلول الدولة محل الفاعل الثقافي٬ بل يكمن الرهان في تمكين هذا الفاعل من بناء قدراته الذاتية٬ وبالتالي تغذية الفضاء الإعلامي بالمحتوى الثقافي الإبداعي الخارج عن أية علاقة تبعية للسياسي٬ مذكرا في هذا السياق بعدة اتفاقيات أبرمتها وزارة الاتصال مع هيئات ناشطة في الحقلين الثقافي والفني بالمغرب (اتحاد كتاب المغرب٬ النقابة المغربية للمهن الموسيقية٬ الجمعية المغربية لنقاد السينما).
وخلال الندوة التي نشطها الاعلامي حكيم عنكر٬ في اطار فعاليات المعرض الدولي للكتاب والنشر٬ أكد الشاعر والقاص ياسين عدنان٬ أن الاعلام السمعي البصري حامل رئيسي لإيصال المنتوج الثقافي المغربي الى أوسع شرائح المواطنين بالنظر الى وضع سوسيوثقافي مطبوع بتدني نسب القراءة وضعف نقط بيع الكتاب واختلالات تدبير المكتبات العمومية٬ وغيرها من اختلالات الوساطة في المجال الثقافي.
ومن موقع تجربته كمقدم برنامج "مشارف" الثقافي الذي بث لسنوات على القناة الأولى٬ أوضح ياسين عدنان أن المغرب يختزن ساحة ثقافية غنية وخلاقة٬ تنتج أنماطا متنوعة وبوتيرة هامة٬ تحتاج الى مصاحبة اعلامية٬ خصوصا في ظل غياب التربية على الاستهلاك الثقافي.
وأكد عدنان أن طرح المسألة الثقافية في التلفزيون يتجاوز برمجة تقنية لشبكة برامج متخصصة٬ بل يسائل مجموع الرؤية الاعلامية التي يفترض أن تندرج ضمن مشروع ثقافي لصنع مواطن الغد٬ وتوفر الأرضية لمقاربة ثقافية للقضايا الكبرى واختيارات المادة الدرامية والسينمائية وغيرها.