حث الوفد البرلماني الإسباني، الذي يقوم بزيارة مصر في الوقت الحالي، الأحزاب غير الدينية اليوم، على التوحد تحت لواء تحالف مشترك، لمواجهة التأثير الكبير الذي تتمتع به جماعة الإخوان المسلمين في البلاد. وعقد الوفد البرلماني الإسباني على مدار اليومين الماضيين عدة لقاءات مع عدد من القيادات السياسية، حيث لمس، أن المشهد السياسي المصري يعيش حالة من "الثنائية القطبية" يمثلها من ناحية الأحزاب غير الدينية، ومن ناحية أخرى الأخوان المسلمين، والتيارات التي تؤيده، بحسب تصريحات لوكالة أمين عام حزب التقارب والاتحاد الإسباني جوزيب أنطوني دوران إي لييدا. وقال السيد دوران أن نواب البرلمان الإسبان حثوا خلال لقاءاتهم مع الساسة المصريين، على العمل على توحيد صفوفهم من خلال تحالف كبير "لمواجهة الإخوان"، وكذلك عدم العمل منفردين لأنهم بذلك "لن يحققوا شيئا". والتقى وفد البرلمان الإسباني مع أعضاء من ائتلاف شباب الثورة، حيث هنؤوهم لدورهم الفاعل في صنع ثورة الديمقراطية في مصر. وأضاف دوران: "لمسنا خلال اللقاء أفكارا مختلفة. كان هناك شباب يمثلون اليمين وآخرون يمثلون اليسار والوسط، إلا أن دورهم مهم وكبير ويعول عليه في تحميس روح أي حزب خاصة في هذه المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية". وأشار أنه أثناء اللقاء مع الوفد الإسباني أعرب كل من الناشطة إسراء عبد الفتاح وباسم فتحي، من ائتلاف شباب الثورة عن تخوفهم من امتداد تأثير التيار السلفي، وهي الجماعة الدينية التي وصفها البرلماني الإسباني ب"الخطر الكبير على مستقبل الديمقراطية". وقال أمين عام حزب التقارب والاتحاد الإسبان: "نحن أمام عملية مستمرة ومتواصلة، ومن ثم هناك احتمالات لحدوث أي شيء"، مشيرا إلى أنه "لا أحد يستبعد، بما في ذلك شباب الثورة أنفسهم، من ميل الأوضاع نحو النموذج الإيراني، في حالة صعود نجم الإخوان المسلمين". يشار إلى أن دوران إي لييدا كان قد صرح أمس أن "تمثيل جماعة الإخوان المسلمين في البرلمان المصري مهم جدا لأنها تمثل جزء كبير من المجتمع"، مبرزا: "لا يجب أن نتجاهل ما يقوله جزء كبير من الشعب"، معربا عن اقتناعه بأن الأخوان "سيلعبون دورا مهما" في مصر الثورة. واجتمع السياسي الإسباني والوفد المرافق له مع القيادي بحزب الأخوان "الحرية والعدالة"، سعد الكتاتني وهو أول اجتماع بين وفد سياسي أوروبي والجماعة. وكان الوفد الإسباني قد التقى اليوم وزير الخارجية الإسباني نبيل العربي، حيث تطرق الجانبان للدور المصري في إتمام عملية المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية، حيث رعت القاهرة توقيع الاتفاق بين فتح وحماس، لتنهي بذلك أربعة أعوام من الانقسام بين غزة ورام الله، مشيرا إلى إن "هذه الخطوة يجب أن تدفع إسرائيل لتبني خطوات أخرى". كما التقى الوفد الإسباني أيضا بعدد من ممثلي المجتمع المدني في مصر للتعرف أكثر على ملامح العملية التحول إلى الديمقراطية التي تعيشها البلاد منذ ثورة يناير، التي أسقطت نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك بعد ثلاثة عقود من السيطرة على السلطة. أندلس برس+وكالات