كرست الانتخابات التشريعية في مصر واقعا سياسيا جديدا على الصعيد الرسمي، وهو ثنائية القطبية السياسية، وبروز حركة الأخوان المسلمين كقوة معارضة رئيسية في مصر. فحتى آخر الأخبار المتوفرة إلى حدود ظهر يوم الاثنين 21 نونبر حصلت الحركة على 47 مقعدا في مجلس الشعب. ومن المنتظر أن تضاف لحسابها مقاعد أخرى في المراحل اللاحقة من الانتخابات التي ستكتمل مع نهاية شهر دجنبر .2005 نتيجة الانتخابات المصرية شكلت صدمة للولايات المتحدة وإسرائيل وكل أنصارها وحلفائها المحليين والخارجيين لأنها سدت الكثير من الثغرات التي كان يمكن أن تستغل من طرف القوى الساعية لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بشكل يؤهل لإستمرار وجود إسرائيل على أرض فلسطين ولتنفيذ المخططات التي وضعها المحافظون الجدد في واشنطن. خلال صيف سنة 2000 نقل مراسل وكالة فرانس برس في لبنان عن شاب من حزب الله اللبناني في مدينة صيدا جنوب لبنان قوله : كلما وجه الأمريكان والصهاينة وأبواقهم حملاتهم الإعلامية بإصرار وبشكل مستمر ضد حزب أو دولة أو شخص في هذه الأمة العربية الإسلامية التي تضم أكثر من 1300 مليون فرد، أدرك أن هذا الطرف الذي يتعرض للهجوم لا يتبع سياسة تخدم مصالح واشنطن وتل أبيب وتوابعهما. وأضاف المقاتل اللبناني الذي رفض حتى أن يحدد ما إذا كان شيعيا أم سنيا وأكد فقط أنه مسلم : بناء على ذلك التقدير فإن الطرف محل حملة الهجوم الأمريكي الصهيوني لا شك يقدم على الأقل بعض الخير لأمته وبلده. هذه حكمة يعتقد البعض أنها تساوي مئات إن لم تكن آلاف التحليلات السياسية وتكفل معادلة جيدة لفضح آلة الكذب العملاقة التي يتحكم فيها الساعون لتحويل العالم الى مزرعة للرأسمالية المتوحشة تحت غطاء شعارات براقة مثل نشر الديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان. خلال صيف سنة 2000 نقل مراسل وكالة فرانس برس في لبنان عن شاب من حزب الله اللبناني في مدينة صيدا جنوب لبنان قوله: كلما وجه الأمريكان والصهاينة وأبواقهم حملاتهم الأعلامية بإصرار وبشكل مستمر ضد حزب أو دولة أو شخص في هذه الأمة العربية الإسلامية التي تضم أكثر من 1300 مليون فرد، أدرك أن هذا الطرف الذي يتعرض للهجوم لا يتبع سياسة تخدم مصالح واشنطن وتل أبيب وتوابعهما. وأضاف المقاتل اللبناني الذي رفض حتى أن يحدد ما إذا كان شيعيا أم سنيا وأكد فقط أنه مسلم: بناء على ذلك التقدير فإن الطرف محل حملة الهجوم الأمريكي الصهيوني لا شك يقدم على الأقل بعض الخير لأمته وبلده. هذه حكمة يعتقد البعض أنها تساوي مئات أن لم يكن آلاف التحليلات السياسية وتكفل معادلة جيدة لفضح آلة الكذب العملاقة التي يتحكم فيها الساعون لتحويل العالم الى مزرعة للرأسمالية المتوحشة تحت غطاء شعارات براقة مثل نشر الديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان. بعد أن سقطت بغداد البوابة الشرقية للأمة العربية في 9 أبريل 2003 تحت أقدام احتلال التحالف الأمريكي الصهيوني والشروع عمليا في تنفيذ المرحلة التالية من مخطط الشرق الأوسط الكبير، أجمع العديد من المراقبين والخبراء العسكريين والسياسيين على أن دمشق وبيروت والقاهرة وأخيرا الرياض هي الأهداف المقبلة في الفصل الأول من مؤامرة تمزيق الأمة العربية الأسلامية على أسس عرقية وطائفية مما يضمن إطالة عمر الكيان الأستعماري العنصري الصهيوني على أرض فلسطين. العديد من القوى السياسية في الوطن العربي ورغم إختلاف توجهاتها وإستراتجياتها أدركت خطورة المخطط الأمريكي الصهيوني، فنهضت لمواجهته منفردة أو بالتحالف مع كل الأطراف المتمسكة بحد قد يكون الأدنى في الرغبة في حماية ثوابت هذه الأمة. هذه اليقظة أثارت حنق الخصوم ودفعتهم الى ارتكاب أخطاء فادحة في التسيير وأسقطت العديد من الأقنعة. على أساس هذا المنظور يجب التطرق الى الأنتخابات البرلمانية التي بدأت في شهر نوفمبر بمصر وستنتهي مع نهاية العام 2005. وانطلاقا من هذا التصور يمكن فهم الحديث المنتشر عن تحالف أو تكون ثنائية قطبية في مصر بين الحزب الحاكم وحركة الأخوان المسلمين. قوة سياسية رئيسية كانت نتيجة المرحلة الأولى من الأنتخابات التشريعية المصرية حيث برزت حركة الأخوان المسلمين كالقوة السياسية الثانية في البلاد بعد الحزب الحاكم، مفاجأة للبعض وأمرا متوقعا لآخرين وأدنى من المقدر في رأي مجموعة ثالثة. غير أن المسجل خارج حدود مصر هو أن هذه النتائج شكلت صدمة لأمريكا وتل أبيب. المرحلة الثانية من الأنتخابات انطلقت يوم الأحد 20 نوفمبر وتأمل جماعة الإخوان المسلمين في تحقيق مزيد من المكاسب خلال المرحلتين المقبلتين في مواجهة حزب الرئيس حسني مبارك. وقد حقق الإخوان اختراقا تاريخيا في المرحلة الأولى من الانتخابات فحصلوا على 34 مقعدا أي أكثر من 20 في المائة من اجمالي المقاعد التي تم حسمها خلال هذه المرحلة والبالغ عددها 461. وهكذا فقد ضاعف الاخوان عدد المقاعد التي فازوا بها في انتخابات العام 2000 وفرضوا أنفسهم كقوة المعارضة الرئيسية في مواجهة الحزب الوطني الحاكم الذي حصل على 112 مقعدا حسب النتائج الرسمية للانتخابات التي أعلنها وزير العدل محمود أبو الليل. ولم تفز المعارضة غير الدينية التي تحالفت في الجبهة الوطنية الموحدة للتغيير سوى بسبعة مقاعد هي اثنان للوفد واثنان للتجمع وواحد لحزب الكرامة (ناصري تحت التاسيس) وواحد لحركة التحول الديموقراطي وواحد لحزب الأحرار. وفاز في الانتخابات عشرة مستقلين وعضو واحد من الجناح المنشق على رئيس حزب الغد ايمن نور. وتم انتخاب سيدتين فقط أي بنسبة 2‚1 في المائة من اجمالي المنتخبين وقبطي واحد هو وزير المالية يوسف بطرس غالي. رغم تبادل الاتهامات بين الإخوان والحكومة حول بعض ما شاب العملية الانتخابية من مخالفات واختلالات وأعمال عنف فإنه كانت هناك حالة عامة من الأرتياح. المرشد العام للإخوان محمد مهدي عاكف أدلى بتصريح لصحيفة المصري وكان من أبرز أقواله : >يأتي على رأس كل الأسباب التي أدت إلى فوز الإخوان بهذه المقاعد الإساءة البالغة والهجمة الشرسة التي تعرض لها الإخوان قبل الانتخابات لأن الشعب يكره الأجهزة المضللة والمرتشية الموجهة، ولذلك نشكرها لأنها قدمت لنا دعاية مضادة نجحت في جذب تعاطف الشارع وتوضيح رؤية الإخوان مما تسبب في نجاحهم. ما شهدته تلك الانتخابات تجاوزات فردية تحدث في كل انتخابات وليست عمومية، وأنا وجهت شكري للأجهزة الأمنية لأنها لم تتدخل في هذه الأنتخابات كما كان يحدث في الماضي، ولكن لي عتاب عليها خاص بعدم التصدي بحزم لظواهر الرشاوي المالية التي قدمها بعض مرشحي الحزب الوطني والتصويت الجماعي الذي حدث بالإضافة إلي البلطجة التي شاهدناها وعلمناها. الانتهاكات فردية ولم أر تجاوزات كبيرة كما كان يحدث في الماضي وأنا شخصيا لم أطلع على أي أوراق تفيد بوجود تجاوزات وانتهاكات سواء من الصحف أو من منظمات حقوق الإنسان وما قمت بإدانته هو ما رأيته وكذلك ما ورد لقيادات الجماعة. لا توجد بيننا وبين أحد صفقات، ونجاحنا جاء لأن الشعب هو الذي اختار، ولم يكن لأي أحد دور في نجاحنا سوي الشعب، ولا ادري لماذا تتردد الأقاويل حول وجود صفقة بيننا وبين الحزب الوطني في الوقت الذي يقول فيه أمينه العام صفوت الشريف إنه لن يسمح بأي مقعد يذهب لغير الوطني ؟. توقع ما بين 48 و56 مقعد يتوقع خبراء إستطلاع للرأي وبناء على إحصاءات معقدة جرت على أجهزة الحاسوب أن تفوز جماعة الأخوان المسلمين في نهاية العملية الأنتخابية بمراحلها الثلاث بما بين 48 الى 56 مقعدا في مجلس الشعب المكون من 454 عضوا منهم 10 يتم إختيارهم بالتعيين، وبهذا تبرز رسميا ولأول مرة منذ حظرها في سنة 1954 كأقوى قوة معارضة في مصر. ولا يختلف كثيرون في أنه سيتم بعد هذه المراحل رفع الحظر بشكل أو بآخر عن الجماعة التي خاض مرشحوها الإنتخابات كمستقلين تفاديا للحظر الرسمي. نفس الخبراء يشيرون الى أن الإخوان كانوا موفقين جدا في ترشيحاتهم حيث تفوقوا على الجميع بما في ذلك الحزب الحاكم حيث رشحت الجماعة 52 فردا في المرحلة الأولى نجح منهم 34 وخسر 18 مرشحا. واشنطن التي تابعت الأنتخابات عن قرب كانت وبدون أن تخفي آمالها تتطلع الى بروز الأحزاب المعارضة التي تصنفها في خانة العلمانية والمتمسكة بالديمقراطية والمدافعة عن الأفكار التي تطرحها واشنطن لإقامة الشرق الأوسط الكبير. الصحف الأمريكية خاصة تلك التي تعكس وجهات نظر المحافظين الجدد، أبرزت خيبة أمل البيت الأبيض من فوز الإخوان المسلمين وضمور أحزاب المعارضة. ولتخفيف وقع إخفاقات واشنطن كتب أحدهم يمكن للأحزاب الأخرى التي لم يحالفها النجاح في الانتخابات التعلل بأنها بالمقابل حزب الأغلبية الصامتة. فحسب الاحصاءات الرسمية فإن ثلاثة أرباع الناخبين لم يكلفوا أنفسهم عناء التصويت. تقرير صدر عن معهد لدراسات الشرق الأوسط في واشنطن بعد المرحلة الأولى للأنتخابات المصرية لخص الأمر كالتالي: على البيت الأبيض من الآن فصاعدا التعامل مع أحد قوتين في مصر الحزب الوطني أو الإخوان المسلمين فليست هناك قوة سياسية ثالثة يمكن أن تلعب دورا متوازنا يسهل على الإدارة الأمريكية التعامل مع القاهرة. الأقباط رفضوا حتى الأن لعب دورا مشابه لما قام به بعض الأكراد في العراق وبذلك تبقى الجبهة المصرية موحدة حتى إشعار آخر. الأوساط الإسرائيلية صدمت بنتائج الأنتخابات وقالت أن حماس جديدة برزت كقوة رئيسية في مصر لتساند حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية التي تريد إزالة اسرائيل من الوجود لإقامة الدولة الفلسطينية التي يتعايش في ظلها الجميع.