اعتبر الأديب والمفكر الإسباني خوان غويتيسولو، الملقب ب"ولد جامع الفنا" (حيث يقطن بمراكش)، أن هناك العديد من أوجه التشابه بين الأزمة التي تعيشها ليبيا الآن وبين الحرب الأهلية التي عاشتها إسبانيا (1936-1939)، مع فارق أن النظام الليبي "هو من يشن الحرب ضد المدنيين". وفي تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية (إفي) أمس الخميس، قال المفكر الكبير "في إسبانيا، في الثلاثينيات، هب الشعب دفاعا عن جمهوريته، بينما كان الجيش في الجانب الآخر. ليبيا تشهد وضعا مماثلا الآن".ويتابع "اليوم عندما أشاهد صور الدمار والخراب في أجدابيا والبريقة وراس لانوف وبنغازي، أتذكر صور الحرب الأهلية الإسبانية"، موضحا "الثورة في ليبيا انطلقت بشكل عفوي وشارك فيها شباب أعلن عن رفضه تحمل الديكتاتورية". أما بخصوص مشاركة حلف شمال الأطلسي الناتو في عمليات عسكرية لإسقاط نظام العقيد القذافي المسيطر على مقاليد السلطة في البلاد منذ أكثر من أربعة عقود، قال "لقد أدى ذلك لتفادي مذابح عنيفة في العديد من المدن الليبية"، إلا أنه أعرب عن معارضته لإرسال قوات برية إلى ليبيا. ويتواجد خوان غويتيسولو (80 عاما) حاليا في القاهرة، لمتابعة تطورات الأوضاع بعد ثورة 25 يناير، كما يشارك في عدد من الفعاليات الثقافية، التي ينظمها المركز الثقافي الإسباني (معهد ثربانتيس)، بالتعاون مع الهيئات الثقافية المصرية. يشار إلى أن الأديب الإسباني رفض عام 2009 قبول جائزة معمر القذافي العالمية في الآداب، وقيمتها 150 ألف يورو، معتبرا أنه لا يمكن أن يقبل جائزة من نظام لا تتفق معاييره مع المبادئ التي يؤمن بها. ويتذكر غويتيسولو "في وقت من الأوقات، كان قادة العالم يستقبلون القذافي وخيمته، ولكن مع ذلك رفضت الجائزة التي تقدمها المؤسسة العالمية التي تحمل اسمه، وكانت النتيجة حملة واسعة من الانتقادات والإهانات في ليبيا". المصدر: أندلس برس + إفي