أثار تنظيم ندوة حول نزاع الصحراء، نهاية الأسبوع الماضي في فيتوريا عاصمة بلاد الباسك (شمال)، بمشاركة شخصيات سياسة مغربية إلى جانب شخصيات مقربة من جبهة البوليساريو الانفصالية، جدلا واسعا بين الأحزاب السياسية في هذه المنطقة المعروفة بدعمها للمنظمات الداعمة لاستقلال المنطقة عن المغرب. هذا وقد شن الحزب الوطني الباسكي (قومي) هجوما لاذعا على الحزب الاشتراكي متهما إياه ب"الانحياز إلى المغرب وتهميش جبهة البوليساريو والجمعيات الداعمة للشعب الصحراوي"، مقابل مشاركة شخصيات سياسة مغربية وازنة في إشارة إلى البرلمانية عن حزب التقدم والاشتراكية، كجمولة بنت عبي، ورئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، أحمد حرزني. وفي بلاغ، تم تعميمه أمس الأربعاء على وسائل الإعلام، طالبت البرلمانية الباسكية جوني بيريوزثبال الحكومة المحلية في بلاد الباسك بإعطاء توضيحات حول دور الوكالة الباسكية للتعاون الدولي في تمويل هذه الندوة التي نظمها جمعية "ميثاق البحر الأبيض المتوسط" الإسبانية تحت عنوان "لنتحدث عن الصحراء بدون تشنج". واعتبرت البرلمانية أن المنظمين لهذا اللقاء أقصوا كلا من جبهة البوليساريو والمنظمات الإسبانية المساندة لها، حيث شاركت فقط بعض الشخصيات المقربة من الجبهة مثل بابا السيد، شقيق أول زعيم لجبهة البوليساريو الوالي مصطفى السيد الذي قتل بالقرب من مدينة أكجوجت بموريتانيا، يوم 9 يونيو 1976 وعبد السلام لحسن عمر، رئيس رابطة أسر السجناء والمفقودين في الصحراء (AFAPREDESA) والقادم من مخيمات تندوف. واعتبرت السياسية الباسكية أنه "من غير المقبول التحدث عن مشكل الصحراء دون الأخذ بعين الاعتبار موقف الضحايا الحقيقيين لنزاع الصحراء مقابل دعم المغرب فقط". كما أعلنت أن فريق الحزب الوطني بالبرلمان الباسكي سيطلب توضيحات من الحكومة المحلية بشأن هذا اللقاء. هذا وكان رئيس جمعية "ميثاق البحر الأبيض المتوسط"، الفارو فروتوس روسادو، قد أكد أن "هذا اللقاء يأتي لإثبات أن الإيديولوجية الوحيدة التي توحد الناس هي احترام حقوق الإنسان وأن هذه الإيديولوجية لا تعرف الحدود الإقليمية و الفرق بين المذاهب الدينية أو الأعراق أو الأجناس". وقال منظم اللقاء إن"قضية الصحراء الغربية عرفت الكثير من الفرص الضائعة، والانتظارية لفترة طويلة وإنه حان الوقت الآن لإتباع جدول أعمال جديد بحكم التغيير العميق الذي يعرفه جنوب حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث يبدو أن جميع الجدران بدأت تتساقط".