كشفت وثيقة سرية للخارجية الأمريكية، نشرتها جريدة إلباييس الإسبانية نقلا عن موقع ويكيليكس، أن عضو البرلمان الكطلاني السابق من أصل مغربي، محمد الشايب، كان يتعاون مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لمكافحة "التطرف" الديني في أوساط الجالية المسلمة بمنطقة كطالونيا، وذلك بإسداء نصائح للقنصل الأمريكي ببرشلونة. وذكرت الوثيقة السرية أن السياسي المغربي، وهو عضو في الحزب الاشتراكي الكطلاني، كان قد عقد عدة لقاءات مع القنصل الأمريكي في برشلونة حيث حذر هذا الأخير من "غياب قيادات في المستوى ومن غياب المراقبة على المسلمين" في هذه المنطقة التي ما يقرب من 500 ألف مسلم، من بينهم 300 ألف من أصل مغربي. واقترح محمد الشايب، حسب الخارجية الأمريكية، بناء "مسجد رسمي" في منطقة كطالونيا، كما عزى حالة الانقسام التي يعيشها المسلمون في إسبانيا إلى الصراع الحاد بين أكبر هيئتين تمثيليتين للمسلمين وهما الفدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية، التي يقودها السبتي محمد حامد علي واتحاد الجمعيات الإسلامية بإسبانيا، التي يتزعمها منذ عدة عقود الإسباني من أصل سوري رياج ططري. هذا وقد وصف القنصل العام للولايات المتحدةالأمريكية ببرشلونة محمد الشايب بالسياسي الذي له إلمام بوضعية المسلمين بإسبانيا وعلاقات وطيدة بالسلطات المغربية. وتضيف الوثيقة بأن العضو السابق في البرلمان الكطلاني كان يميل للتوافق بين أكبر هيئتين تمثيليتين للمسلمين في إسبانيا، محذرا في نفس الوقت من "خطر بروز جماعات دينية من مختلف بقاع العالم تتنافس على كسب ود المسلمين في إسبانيا". ويعتقد محمد الشايب، دائما حسب الوثيقة السرية، بأن بناء "مسجد رسمي" في منطقة كطالونيا سيساعد على "توحيد الخطاب الديني وبروز قيادة معتدلة لمحاربة التيارات المتطرفة". هذا وقد اعترف الشايب في تصريح لإذاعة كطالونيا بصحة ما ورد في الوثائق السرية للخارجية الأمريكية.