في اتصالات ورسائل إلكترونية، اشتكى العديد من قراء أندلس برس من "الشطحات الإعلامية" الأخيرة لقناة الجزيرة القطرية، التي يبدو أنها قررت استعمال المهاجرين المغاربة من أصل أمازيغي القاطنين بإسبانيا كسلاح في حربها ضد المغرب، أملا منها في إحياء "النعرة البربرية" بين أبناء الجالية المغربية. وقد لاحظ بعض المتتبعين كيف أن القناة سخرت نهاية الأسبوع الماضي إمكانات ضخمة وأوفدت مراسلها بمدريد مع طاقم تقني لمنطقة كطالونيا، شرق إسبانيا، لتغطية "نشاط" لإحدى الجمعيات الأمازيغية الصغيرة تدعى "تاومات" حضره جمهور قليل يعد على رؤوس الأصابع (أنظر الفيديو على يسار الشاشة). وقد ادعت قناة الجزيرة أن الأمازيغ المغاربة "لا يكتفون بمبادرات كإنشاء معهد ملكي للدراسات الأمازيغية بالمغرب والمصادقة على مشروع لتدريس الأمازيغية في المدارس العمومية" وأن "مطالبهم تلقى صدى واسعا في كطالونيا التي تعتبر من أكثر الأقاليم دعما للقضية الأمازيغية". وفي دليل قاطع على تعمدها تسليط الضوء على مسألة لا يعتبرها أبناء الجالية المغربية بإسبانيا قضية خلافية بتاتا مقابل تجاهل القضايا الكبرى التي تشغل بال الجالية المغربية والمسلمة بإسبانيا وتوظيف إمكاناتها في حربها الإعلامية على المغرب، بعد قرار السلطات المغربية إغلاق مكتبها بالرباط، تجاهلت القناة القطرية، كالعادة، مؤتمرا مهما لاتحاد الهيئات الإسلامية بإسبانيا انعقد على بعد كيلومترات فقط من مكان انعقاد لقاء الجمعية الأمازيغية المذكورة. وعكس "النشاط الأمازيغي"، فقد انعقد مؤتمر اتحاد الهيئات الإسلامية، وهي أكبر هيئة تمثيلية للمسلمين بإسبانيا، بحضور العشرات من الخبراء العرب والأوروبيين والإسبان لإطلاق نقاش في غاية الأهمية حول "إسهام المرأة المسلمة في بناء المجتمع" خاصة في دول المهجر والمجتمعات الغربية. ولم تعر قناة الجزيرة أي اهتمام لهذا اللقاء الدولي الذي يهم أزيد من مليون ونصف المليون مسلم الذين يعيشون في إسبانيا، كما أنها تجاهلت تماما مظاهرة حاشدة للمهاجرين المغاربة المقيمين بمنطقة كطالونيا شارك فيها المئات من أبناء الجالية المغربية، للتنديد بالهجمة الشرسة التي يشنها الإعلام الإسباني على المغرب بغية تشويه صورته، إثر أحداث العيون الدامية ليوم 8 نوفمبر الماضي. وبالرغم من أن القناة كانت حاضرة، يوم السبت الماضي، في مكان تنظيم هذه المظاهرة بمدينة جيرونة، والتي كانت قد دعت إليها خمسة عشرة جمعية من المجتمع المدني المغربي بمنطقة كطالونيا إلا أنها مرت مر الكرام على هذا التجمع الحاشد، تماما كما تجاهلت كليا مظاهرات مماثلة نظمت قبل أيام في مدن مدريد وألميرية شارك فيها العشرات من المهاجرين المغاربة المقيمين بإسبانيا.