في دراسة نشرتها أمس مؤسسة الشباب الإسباني بمناسبة اليوم العالمي ضد الميز العنصري والتي أجريت لسبر مواقف الشباب إزاء التنوع والإختلاف وقبول الأخر الأجنبي. أعرب 91 بالمائة من الشباب الإسباني عن اعتبارهم الهجرة شيئا إيجابيا. فيما رفض 17 بالمائة منهم التعدد الثقافي، الديني والعرقي ورأى فيه ظاهرة سلبية. وأكد 7 شباب من كل عشرة، وبالضبط 69 بالمائة منهم وجود أشخاص مهاجرين في دوائرصداقاتهم، وينحدرون خاصة من بلدان مثل المغرب، كلومبيا، الإكوادور والأرجنتين. كما أكد ستة شباب من كل عشرة، وبالضبط 63 بالمائة وجود مهاجرين بين رفاقهم في العمل والدراسة. ورفضت نسبة 86 بالمائة من المبحوثين تصرفات المجموعات العنصرية ومواقف "كره الأجانب". واعتبر 73 بالمائة أن هذا النوع من التصرفات لن يلقى قبولا في إسبانيا. وتعتبر هذه التصريحات للشباب الإسباني تقدمية بشكل كبير إذا ما قورنت بالمواقف التي أعربت عنها الساكنة الإسبانية في مجملها، و التي دفعت وزارة الشغل والهجرة إلى التنصل من الدراسة التي أنجزت مؤخرا حول مواقف الساكنة من الهجرة، والتي أظهرت عداءا متزايدا للأجنبي، وكشفت عن مطالبة كبيرة بإجراءات تمييزية لصالح الإسبان في الإستفادة من الخدمات الإجتماعية. وعموما فقد كشفت دراسة مؤسسة الشباب، قدرة هؤلاء على التخلص من الأراء والقوالب الجاهزة المصاغة عن الآخر، وكذا التحرر الكبير من قاعدة "التوارث الجيلي"، حيث الجيل سابق يورث الجيل اللاحق أفكاره، قيمه وعاداته. يشار إلى أن المدير العام لمؤسسة الشباب كان قد أكد على ضرورة العمل الجاد لبلوغ وضعية إلغاء كامل للعنصرية والتهميش ضد المهاجرين، وأضاف "في الأزمات ينبغي أن نكون في المستوى ونظهر سمونا الأخلاقي كمجتمع".