حسب تقرير العنصرية و كره الأجانب لسنة 2009 و الذي تصدره وزارة التشغيل و الهجرة فقد تزايدت حدة رفض الإسبان للأجانب، ويرجع بعض المحللين تقلص مناخ التسامح والتعامل اللائق مع الأجنبي إلى واقع الأزمة الإقتصادية الذي أدى و يؤدي إلى تشدد الرأي العام الإسباني إزاء الهجرة. فعدد الإسبان الذين يعتقدون أن عدد المهاجرين كبير بشكل مبالغ فيه ارتفعت من 27 بالمائة سنة 1996 إلى 77 بالمائة سنة 2008، ويطالب 74 بالمائة من المستجوبين بسياسة هجرة أكثر تشددا، فنسبة 42 بالمائة منهم يرى بأن السياسة الحالية متسامحة بشكل مفرط، و32 بالمائة يرى أنها متسامحة. من جهة أخرى، طالب 68 بالمائة بطرد المهاجرين الذين يرتكبون أعمالا منافية للقانون الإسباني، فيما أكد 40 بالمائة على ضرورة طرد المهاجرين الشرعيين الذين لا يجدون عملا لوقت طويل. من جهة أخرى، ترى نسبة 60 بالمائة ضرورة تطبيق تدابير تفضيلية لمنح الإسبان الأولوية لنيل فرص الشغل، مقابل 9 بالمائة فقط ترفض هذا التمييز جملة و تفصيلا. وكذلك تراجعت النسبة المؤيدة لمنح الأجانب المقيمين بصفة دائمة حقوقا إجتماعية، وفقط قبلت بتخويل الأجانب هذه الحقوق نسبة 55 بالمائة، فيما ارتأت نسبة 42 بالمائة من المبحوثين ضرورة تفضيل الإسبان في تقديم الخدمات الصحية، و 55 بالمائة تفضيلهم فيما يخص خدمات المرافق التعليمية. و ترى نسبة 58 بالمائة من المستجوبين أن المهاجرين يذهبون بالحصة الأكبر من المساعدات الإجتماعية و رغم أنهم قد يتقاضون مثل الإسبان فهم يحصلون على مساعدات أكثر. و أبدت نسبة 47 بالمائة بأن الصورة التي تحتفظ بها في دهنها عن المهاجرين سلبية. ويميل المبحوثون بشكل عام الى اتهام المهاجرين بالتسبب في تراجع الخدمات الإجتماعية في القطاع الصحي و التعليم، وكذلك بالتسبب في تراجع جودة ظروف الشغل و شروطه حيث يتهم 71 بالمائة المهاجرين بالمسؤولية عن تراجع الأجور بقبولهم الأجور الزهيدة. وعن السؤال إذا ما كان المبحوث يفضل جنسية من المهاجرين بعينها، فإن 12 بالمائة أشارت إلى تفضيل مهاجري أمريكا اللاتينية، 5 بالمائة أفريقيا جنوب الصحراء، 4 بالمائة الأرجنتينين، و في الموقع الأخير المغاربة و الرومانيون. هذه الدراسة لم تستقبلها وزارة الشغل و الهجرة بعين الرضى، رغم أنها هي راعيتها، و أعلن ثيلستينو غورباتشو، مكذبا النتائج التي استخلصتها وزارته، أن هذه الأرقام لا تعكس الحقيقة في الشارع الإسباني، و أضاف بأن التوصل إلى نتائج مغلوطة لا يعني أن الإسبان يتبنون مواقف معادية لأجانب. و دعى إلى العمل على ترسيخ التعايش لتحقيق مجتمع تعددي.