أججت الأزمة الاقتصادية حقد المواطنين الإسبان تجاه المهاجرين، إذ باتوا يلاحظون أن عددهم في تزايد "مفرط"، ويطالبون بسياسة أكثر حزما في مجال الهجرة. وأوضح تقرير "تطور العنصرية وكراهية الأجانب في إسبانيا (2009)"، الذي أنجزه مرصد مكافحة العنصرية، التابع لوزارة الشغل والهجرة، أن الإسبان شكلوا "صورة سيئة" حول المهاجرين، ويعتقد أغلبهم أن القوانين الجاري بها العمل في إسبانيا حول ظروف دخول وإقامة الأجانب في البلاد "متساهلة للغاية". وكشف التقرير أن 47 في المائة من الإسبان لديهم صورة سلبية حول المهاجرين، ويبقى المغاربة أول جالية أجنبية يرفضونها، إذ أن 17.8 في المائة من الإسبان لديهم صورة قاتمة عنهم. وحسب التقرير، فإن الرومانيين يأتون في المرتبة الثانية بنسبة 16.17 في المائة، يليهم العرب ومواطنون من دول أميركا الجنوبية بنسبة 8.0 في المائة. بالإضافة إلى ذلك، يرى 39 في المائة من الإسبان أن طرد المهاجرين المقيمين بصفة قانونية في البلاد، في حالة ارتكابهم جنحا، فكرة "مقبولة جدا"، في حين، يقول 29 في المائة إنها "فكرة مقبولة". ووفقا لهذا التقرير، هناك إجماع على ضرورة تشديد القانون المتعلق بالأجانب، إذ يعتبر 72 في المائة أن عدد الأجانب في ارتفاع مفرط، ما يؤدي، حسب رأيهم، إلى زيادة الجريمة (33 في المائة)، وتقلص فرص الشغل (54 في المائة)، وانخفاض في الرواتب (71 في المائة). يشار إلى أن نتائج هذا التقرير لم تلق استحسانا من قبل وزير الشغل والهجرة، سيليستينو كورباتشو، الذي اعتبر أن "التصورات لا تتوافق مع الواقع"، مضيفا أن التوصل إلى استنتاج خاطئ "لا يعني أن الأشخاص لديهم أفكار عنصرية"، ودعا، في الوقت ذاته، إلى العمل من أجل تحقيق "التعايش في مجتمع أكثر تنوعا".