أعربت الحكومة الاسبانية اول امس الخميس عن انشغالها ازاء تزايد التيارات المعادية للأجانب في إسبانيا وهو نفس الموقف الذي نبه إليه مؤخرا المرصد الاسباني لمناهضة العنصرية التابع لوزارة الشغل والهجرة. وعبرت كاتبة الدولة الاسبانية في الهجرة, آنا طيرون, خلال لقاء مع الصحافة يعتبر الأول من نوعه منذ تعيينها الأسبوع الماضي في هذا المنصب «عن قلقها إزاء تزايد القوى السياسية المعادية للأجانب» لكن المسؤولة الاسبانية أبرزت أن هذه الاتجاهات تظل «أقلية» ولا تمثل «واقع» المجتمع الاسباني وذلك في إشارة إلى الأحداث التي وقعت في مدينتي سالط (خيرونة) وإيل بندريل (طاراغونة) بين الاسبان والمهاجرين في الحالة الأولى وبين الشرطة الكاطالانية والمهاجرين في الحالة الثانية, وهي الأحداث التي استغلها الحزب المتطرف المعادي للأجانب «المنبر من أجل كاطالونيا» للمطالبة بطرد المهاجرين في محاولة لربح الأصوات خلال الانتخابات البلدية القادمة. وفي هذا الاطار حثت أنا طيرون على «تغليب الحكمة والمنطق» ضد هذه الحركات السياسية العنصرية, مبرزة أهمية دور المؤسسات والمواطنين في مجال التعايش. وأكدت كاتبة الدولة الاسبانية في الهجرة على الدور الذي يتعين أن تضطلع به المؤسسات من أجل تغليب الحكمة والمنطق في إسبانيا وخاصة في سياق الظرفية الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الجميع وخاصة بالنسبة للمهاجرين» وأضافت أن مواقف الاسبان تجاه مسألة الهجرة لا تزال ايجابية وذلك في محاولة للتقليل من النتائج التي كشف عنها المرصد الإسباني لمناهضة العنصرية. وكان المرصد الاسباني لمناهضة العنصرية التابع لوزارة الشغل والهجرة قد أشار في تقريره لسنة2009 نشر مؤخرا إلى ارتفاع الشعور برفض المهاجرين في إسبانيا بسبب الازمة الاقتصادية الخانقة التي تمر منها البلاد. وأبرز التقرير أن الوضعية الحالية التي تتسم بالظرفية الاقتصادية الصعبة أدت إلى تفاقم مشاعر الرفض تجاه المهاجرين في المجتمع الإسباني الذي يطالب بتشديد السياسات المرتبطة بالهجرة , موضحا أن ثلاثة إسبان من أصل أربعة يؤيدون تشديد قوانين الهجرة التي يصفونها ب«المتساهلة» خاصة في ما يتعلق بدخول وإقامة الأجانب في البلاد.