استغلت هيئة الدفاع عن علي أعراس، وهو مليلي يحمل الجنسية البلجيكية تتهمه السلطات المغربية بالإرهاب، الاحتفال بيوم الدستور الإسباني لتنظيم وقفة في "ساحة إسبانيا" وسط مدينة مليلية للمطالبة بعدم تسليمه للسلطات المغربية، معتبرة ذلك "خرقا سافرا" للدستور الإسباني. وخلال هذه الوقفة قام أعضاء من هيئة الدفاع عن علي أعراس بقراءة مواد من الدستور الإسباني للتأكيد على عدم شرعية قرار تسليم المشتبه فيه إلى السلطات المغربية "خشية تعرضه للتعذيب"، مؤكدين أن القضاء الإسباني لم يثبت تورط المواطن البلجيكي من أصل مليلي في أية أعمال مخالفة للقانون. وكان المشاركون في هذه الوقفة يرتدون قمصانا عليها صورة علي أعراس وأعلام اسبانيا للتأكيد على إسبانية المشتبه فيه، حيث انتقد المتحدث باسم الهيئة، عبد الرحمن بن يحيى مفوضية الحكومة الإسبانية بمليلية، متهما إياها بارتكاب نوع من التمييز ضد مواطن في الاتحاد الأوروبي بسبب عرقه. ومن حهته تطرق رئيس حكومة مليلية، خوان خوسيه إمبرودا، خلال خطابه بمناسبة يوم الدستور، لقضية علي أعراس معربا عن رفضه تسليم أي مواطن لبلد آخر إذ أن العدالة الاسبانية لم تجد أي دليل ضده. هذا ويذكر أن لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأممالمتحدة قد طالبت إسبانيا بوقف تسليم علي أعراس إلى المغرب، بعد اعتقاله في مليلية الخاضعة للحكم الإسباني ومطالبة الرباط بتسليمه. وكان أعراس قد اعتقل في مليلية في أبريل عام 2008 بتهمة تهريب أسلحة من بلجيكا إلى الأراضي المغربية لتوجيهها إلى الشبكة الإرهابية التي يتزعمها البلجيكي من أصل مغربي عبد القادر بلعيرج. وأوضحت مصادر من وزارة العدل الإسبانية أن قبول طلب الأممالمتحدة لا يكفي لوقف تسليم المجرمين، كما هو الحال مع القرارات الصادرة عن المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، على الرغم من أن اللجنة طلبت من الحكومة الإسبانية وقف تسليم المتهم حتى يتم الانتهاء من التحقيق في القضية. وقالت المصادر إن إسبانيا سوف ترد خلال الأسابيع المقبلة على طلب الأممالمتحدة. وكانت منظمة العفو الدولية قد دعت الحكومة الإسبانية في 25 نوفمبر الماضي إلى عدم تسليم أعراس للمغرب خشية أن "يتعرض لسوء المعاملة والتعذيب أثناء اعتقاله". وتتهم سلطات الرباط الإرهابي المزعوم باستخدام مليلية كمحطة لتهريب الأسلحة القادمة من وسط أوروبا إلى أراضيها. وتعتبر السلطات المغربية أعراس أحد أعضاء "حركة الموحدين بالمغرب" منذ عام 1982 وأن له صلة بالهجمات الإرهابية التي وقعت في الدارالبيضاء يوم 16 مايو عام 2003.