بعد مجلس الشيوخ بالأمس، جاء دور الكونغرسو الإسباني (الغرفة السفلى للبرلمان) الذي صادق بالإجماع اليوم الخميس على بيان يدين أحداث العنف التي وقعت في مدينة العيون بالصحراء، إثر تدخل قوات الأمن المغربية لتفكيك مخيم الاحتجاج الصحراوي "أكديم إيزيك"، موجها أصابع الاتهام لقوات الأمن المغربية. ولولا تدخل نواب الحزب الاشتراكي الحاكم لصادق المجلس على مقترح بيان أكثر تشددا كان قد تقدم به النواب الشيوعيون. ويندد هذا المقترح بشكل صريح "بالقمع من قبل المملكة المغربية" و " الانتهاك الممنهج" لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة" بالصحراء، ويطالب بالاعتراف بما يسمى ب"الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" وبإجراء استفتاء من أجل استقلال الصحراء الغربية. هذا وللتخفيف من حدة مشروع البيان اقترح نواب الحزب الاشتراكي اعتماد القرار الذي اتخذه البرلمان الأوروبي والتصويت على كل نقطة على حدة حتى يصبح البيان النهائي أكثر صرامة، حيث أشار الكونغرسو بأصابع الاتهام إلى السلطات المغربية في هذه الأحداث التي أسفرت عن مقتل 11 من أفراد قوات الأمن المغربية واثنين من المواطنين من أصل صحراوي. وتطالب النسخة النهائية للبيان الحكومة الإسبانية بالتعبيرعن قلقها إزاء التقارير المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان "في الصحراء وتدعو إلى" تعزيز وتعميق العلاقات مع جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي للشعب الصحراوي ". وشدد الكونغرسو على دعمه ل"إنهاء الاحتلال" في الصحراء، و"تقرير المصير للشعب الصحراوي"، كما دعا إلى "تشجيع مشاركة أكبر من جانب المجتمع الدولي، ولا سيما مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية بغية تحقيق حل عادل ودائم ومقبول للطرفين وفقا للقرارات الصادرة عن الأممالمتحدة. كما اتهم النواب الإسبان السلطات المغربية بانتهاج سياسة "الخرق الممنهج" لحقوق الإنسان بالصحراء، مطالبين بتوسيع اختصاصات قوات المينورسو وفتح تحقيق دولي حول أحداث العيون.