تستضيف مؤسسة الثقافات الثلاث الإسبانية، الأديبة السورية المثيرة للجدل سلوى النعيمي، والمقيمة في باريس منذ فترة طويلة، والتي تم منع روايتها "برهان العسل" في أكثر من بلد عربي بسبب جرأتها، غدا في ندوة سوف تتحدث فيها عن العلاقة بين المرأة والجنس في الأدب العربي المعاصر. وتأتي هذه الندوة في إطار فعاليات أيام سوريا الثقافية، وتتضمن لقاءا بين الكاتبة السورية والصحفية الإسبانية مارتا ريبيرا دي لا كروث، لتحليل ملامح الرواية التي تستكشف العلاقة بين المرأة والجنس والإثارة في المجتمعات العربية. وكانت هذه الرواية التي ترجمت لأكثر من لغة، هي كتاب الشهر طوال نوفمبر، حيث تم تنظيم أكثر قراءة من العمل، بالرغم من منعها في بلدها نفسه. وتتخذ بنية "برهان العسل" شكل ونسق الكتب العربية القديمة، حيث تنقسم إلى أبواب يحمل كل منها عنوانا لكل منها اما الشخصيات فليست حية بالفعل ولكنها قائمة في السرد، وباستثناء الراوية والمفكر، لا توجد شخصيات، وإنما حكايات عن آخرين وخبراتهم الجنسية. وتمزج الرواية التي تقع في 185 صفحة بين الخيال والسيرة الذاتية، لتقدم من خلاله نموذجا مغايرا للصورة النمطية التقليدية للمرأة العربية، على غرار النصوص القديمة، بهدف تحطيم التابوهات واستعادة اللغة الإيروتيكية. تقول مقدمة الطبعة الفرنسية للرواية: "استطاعت كاتبة سورية في جو من المرح والمتعة أن تعكس نصوص الأدب الكلاسيكي العربي والذكريات الشخصية معا في تلك الرواية"، كما تمكنت من تجسيد رغبات وتخيلات المرأة بدون أي خجل أو تزييف وان تجسد بحديثها الأنثوي ما هو موجود في ارث الثقافة العربية من متع في الجسد وسمو في الروح. وترى الدار الفرنسية التي نشرت الرواية أن "حريتها المدهشة في تقديم الأفكار في هذا العمل تعتبر ظاهرة لم تحدث من قبل في الدول العربية، ولقد أوجدت صدمة حقيقة لدي الجمهور العربي ولدي الصحافة". ولدت الكاتبة السورية في دمشق عام 1950 ولم تكن تربية سلوى ونشأتها نمطية ضمن أسرة من خمس بنات وثلاثة صبيان، إذ مثل الأب والأم، اجتماع معتقدين دينيين مختلفين تحت سقف واحد، وعلى وسادة واحدة، فجعل كل شيء قابلاً للنقاش والاختلاف، من خلال مبادئ وقيم خاصة تحمي حريتها ضمن منظومة اختارتها لتتصالح مع نفسها أولا. تعلمت سلوى في مدرسة مسيحية قراءة القرآن الكريم ولكن متناقضات المجتمع فرضت عليها أن تكون في البيت على دين الأم، وفي الشارع على دين الأب، أما هي فقد مكثت في المسافة الفاصلة بين الديانتين، ليترسب الدين كثقافة وتاريخ في أعماقها. درست اللغة والآداب بجامعة دمشق، وانتقلت بعد ذلك للإقامة في باريس، حيث درست الفلسفة الإسلامية، والسينما والمسرح بجامعة السوربون، عملت لفترات طويلة في العديد من الصحف العربية مثل القدس العربي اللندنية، وكل العرب ومجلة الكرمل الفصلية. تعمل حاليا مستشارة إعلامية بمعهد العالم العربي في باريس، لديها مجموعة قصص قصيرة بعنوان "كتاب الأسرار"، ولها عدة دواوين شعرية منها "أجدادي القتلة"، أما روايتها الأكثر إثارة للجدل فكانت "برهان العسل" ونشرت في بيروت بالعربية عام 2007 وظهرت نسختها الفرنسية بعد ذلك بعام وحققت رواجا كبيرا لتترجم بعد ذلك إلى الإسبانية والإيطالية والبرتغالية والألمانية.