هنيهات فقط بعد نشرها خبر الاعتداء على صحفيين إسبانيين بمدينة الدارالبيضاء المغربية، اليوم الجمعة، قامت وكالة أوروبا برس بالاتصال بعدد كبير من الهيئات السياسية والمؤسسات المعنية بهذه القضية مما سيؤدي لا محالة إلى تأجيجها كي تنضاف إلى ملف الخلافات المغربية الإسبانية. فعد الاتصال بالقناة الأولى للتلفزة الإسبانية والتي أكدت خبر الاعتداء وأدانته، اتصلت الوكالة بوزارة الخارجية الإسبانية وبعدد من المؤسسات والمنظمات مثل فديرالية جمعيات الصحافيين وعدد من النقابات مثل الاتحاد العام للعمال والتي عبرت كلها عن شجبها لهذا الاعتداء المفترض. وفي غياب لأية توضيحات من قبل السلطات المغربية، وعلى رأسها وزارة الاتصال، أخذت "كرة الثلج" هذه تكبر بسرعة هائلة حيث أعلنت فيدرالية جمعيات الصحافيين بإسبانيا (فابي) ودون انتظار هذه التوضيحات أنها تعتزم توجيه "احتجاج رسمي" لوزارة الخارجية المغربية. وقالت إيلزا غونثاليث، رئيسة أكبر منظمة للصحافيين بإسبانيا، والتي تضم في عضويتها أزيد من 15 ألف صحفي، إنها تنتظر الاستماع إلى رواية الصحفيين الإسبانيين قبل اتخاذ الإجراءات اللازمة، مؤكدة أنها طالبت وزيرة خارجية بلادها ترينيداد خمينيث باتخاذ التدابير الضرورية لتسهيل عمل الصحفيين الإسبان بالمغرب. واتهمت رئيسة منظمة فابي وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري بتهيئة "الأرضية الخصبة" لمثل هذه الأحداث بعد التصريحات التي أدلى بها يوم الأربعاء بالعاصمة الإسبانية والتي انتقد فيها بشدة التحيز الكبير للصحافة الإسبانية لصالح الجزائر وجبهة البوليساريو في تغطيتها لنزاع الصحراء. هذا وكانت وسائل الإعلام الإسبانية قد تناقلت مساء اليوم الجمعة نبأ تعرض الصحفيين الإسبانيين أنطونيو بارينيو من القناة الأولى الإسبانية وإدواردو مارين من إذاعة "كادينا سير" للاعتداء "على يد مغاربة" في ختام محاكمة نشطاء صحراويين انفصاليين في مدينة الدارالبيضاء. وذكرت إدارة القناة الأولى أن الصحفيين كانا يهمان بتغطية محاكمة النشطاء الصحراويين عندما حاصرتها مجموعة تتكون من حوالي 40 مواطنا مغربيا انهالوا عليهما بالركلات حيث أصيبا بجروح طفيفة، دائما حسب رواية التلفزة العمومية الإسبانية. وقالت نفس المصادر أن الصحفيين أنطونيو بارينيو وإدواردو مارين تمكنا من مغادرة مقر محكمة عين السبع بالدارالبيضاء بعد تدخل قوات الأمن التي طوقتهما ومنعت المهاجمين من الوصول إليهما. ومن جهته طالب المسؤول عن منظمة الصحافيين التابعة لنقابة الاتحاد العام للعمال (أوخيطي)، ماريانو ريفيرو، الحكومة الإسبانية باتخاذ الإجراءات الضرورية لضمان سلامة الصحافيين الإسبان العاملين في المغرب وتمكينهم من حقهم في مزاولة مهامهم بكل حرية. أما منسق العلاقات الخارجية بالحزب الشعبي المعارض، خورخي موراغاس، فقد اعتبر أن على المغرب "دفع ثمن" الاعتداء على الصحفيين الاسبانيين، مستغلا هذا الحادث لمهاجمة الحكومة الاشتراكية والتي اتهمها بالتخلي عن الدفاع عن الصحافة الاسبانية أمام الانتقادات اللاذعة التي تعرضت لها من قبل وزير الخارجية المغربي.