فضح فيروس كورونا المستجد عددا من صناع المحتوى التافهين ومتابعيهم، بعدما حشر هؤلاء أنوفهم في موضوع غاية في الأهمية، يتعلق بأمن البلاد وصحة المواطنين، بكل سذاجة وغباء. مجموعة من صناع محتوى اليوتيوب يمتهنون مهنة الركوب على الأمواج، والتحدث في مواضيع الساعة بحثا عن البوز وعدد المشاهدات والبارطاج واللايكات، مستغلين سذاجة متابعيهم في الدرجة الأولى، وتمكنهم من خلق سيناريوهات تدغدغ عواطف ومشاعر المتابعين، كلعب دور السيدة الفقيرة أو الفتاة المكافحة التي بدأت من الصفر، أو شخص يقوم بالأعمال الخيرية لمساعدة المحتاجين. من بين هذه الوجوه التي فضحها فيروس كورونا المستجد كانت اليوتيوبر المعرفة ب"مي نعيمة" التي نشرت فيديو على قناتها تنفي فيه وجود وباء كورونا المستجد، وتحرض فيه على عدم تنفيذ توصيات الوقاية والقرارات الاحترازية التي أمرت بها السلطة العامة لتفادي انتشار العدوى، وهي التصريحات الزائفة التي شكلت موضوع شكايات إلكترونية تقدم بها عدد من المواطنين أمام النيابة العامة المختصة وأمام مصالح الشرطة القضائية، ليتم إيداعها تحت تدابير الحراسة النظرية بعد توقيفها من طرف عناصر الأمن الوطني. قد لا يفهم البعض سبب خروج "مي نعيمة" على قناتها والتحدث عن فيروس كورونا، لكن إذا ظهر السبب بطل العجب. كيفاش؟ ما يجب أن يعرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن "مي نعيمة البدوية"، توصلت بمبلغ 82 مليون سنتيم في أقل من سنة، بفضل المحتوى الذي تقدمه على موقع اليوتيوب والشهرة الواسعة التي حققتها، واستعطاف الأشخاص عن طريق الفيديوهات التي تنشر. وفي هذا السياق، أكدت مصادر لموقع إعلامي أن "مي نعيمة" كانت تتوصل بتحويلات شهرية تتراوح ما بين 30 ألف و100 ألف درهم، مقابل محتوى رديء ينشر الجهل والتفاهة بين العقول.