في ظل أنباء متواترة وقاتمة عن سوق العمل في إسبانيا، يتفاجأ المرء بدرجة التعبئة الضعيفة لمن فرض عليهم دفع "الصحون المكسورة" كما يقول الإسبان سواء من قبل العمال أنفسهم أو من قبل النقابات، فقد جاء في استطلاع أجري لصالح صحيفة "لا رثون" أن نحو اثنان تقريبا من كل ثلاثة أشخاص من المستطلعة آرائهم (نسبة 63،7%) لن يلبوا الدعوة الموجهة من قبل القوى الاجتماعية لسوق العمل، الاتحاد العام واللجان العمالية ضد سياسة الحكومة الاقتصادية ولا سيما في مجال اصلاح سوق العمل، للاضراب العام في 29 سبتمبر الحالي، مقابل نسبة 24،7% أكدوا أنهم لم يذهبوا إلى عملهم في ذلك اليوم. وهذا على الرغم من أن نسبة 52،3% من المستطلعة ارائهم بررت الاضراب، مقابل 38،4% لا يؤيدون ذلك. وبالنسبة لتوقعات نجاح الاضراب اعربت نسبة 28،1% من المستطلعة ارائهم يعتقدون أن الاحتجاج سيكون كاسحا، مقابل نسبة 44،4% من الذين يعتقدون أن النجاح سيكون محدودا. لكن وفقا للقوى الاجتماعية لسوق العمل فإن اضراب 28 مايو عام 1992 تبعه نحو 80% من العمال؛ واضراب 27 يناير 1994 تبعه نسبة 90%؛ واضراب يونيو 2002 تبعة مسبة 84% من العمال. هذا وذكر الاستطلاع ان المتضررين الرئيسيين من سخط المواطنين تجاه الاضراب سينعكس على القوى الداعية إليه، أي القوى النقابية تحديدا، حيث أن نسبة 47،6% من المواطنين يعتقدون ان 29 سبتمبر سيكون فاشلا للجان العمالية وللاتحاد العام للعمال. وكان قطاع الشباب، من 18 إلى 29 عام من المستطلعين ارائهم أكثرصرامة في هذا المجال حيث أكدت نسبة 51،2% منهم أن القوى النقابية ستفشل في الاضراب. واشار المسح أيضا إلى أن هذا الفشل سيترجم إلى عدم تمكن الاضراب من تحقيق هدفة الرئيسي القائم على اجبار الحكومة، حكومة ثاباتيرو، إلى حملها على تعديل سياستها في الاستقطاعات الاجتماعية. كما اعتبرت نسبة 67،6% من الاسبان أن الاضراب في هذا المجال لن يتمكن من تحريك الحكومة عن مواقفهان مقابل نحو 20،9% من الذين ينتظرون أن يجبر اضراب يوم 29 سبتمبر حكومة ثاباتيرو على تغيير سياستها الاقتصادية.