اعتبر المحامي الإسباني خوسي مانويل روميرو، الذي يؤازر مجموعة من الصحراويين تعرضوا للاختطاف والتعذيب على يد مسؤولين في جبهة البوليساريو الانفصالية في الصحراء، في تصريح لأندلس برس اليوم الخميس، أن قبول المحكمة الوطنية الإسبانية محاكمة بعض القياديين في الجبهة ومسؤولين أمنيين جزائريين يعد حدثا تاريخيا مهما. وشدد روميرو، في ذات التصريح لأندلس برس، أن محاكمة قادة جبهة البوليساريو بتهمة ارتكاب جرائم "الإبادة، والتعذيب والاختفاء القسري والاعتقال غير القانوني والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان"، في حق الصحراويين بمخيمات اللاجئين بتندوف بالجنوبالجزائري، تعد "انتصارا للعدالة الدولية ولحقوق الإنسان، خاصة بالنسبة للشعب الصحراوي الذي انتظر الإنصاف بعد طول معاناة". ولم يستبعد المحامي الإسبانية أن تعترض العدالة الإسبانية بعض الصعوبات لإجراء التحقيقات اللازمة مع الصحراويين ضحايا خرق حقوق الإنسان الذين مازالوا يقطنون في محيمات اللاجئين بتندوف، جنوب غرب الجزائر، لكنع يؤكد في ذات الوقت أن الشهادات والدلائل التي حصل عليها من ضحايا يقطنون خارج المخميات خاصة في إسبانيا كافية لإدانة المسئولين عن هذه الخروقات. هذا وكانت أندلس برس أول من نشر خبر قبول قاضي التحقيق لدى الغرفة الخامسة للمحكمة الوطنية بابلو رفاييل روث غوتييريث فتح تحقيق مع قادة كبار القادة في جبهة البوليساريو، إثر الدعوى القضائية التي رفعها مواطنون صحراويون من ضحايا البوليساريو، بدعم من الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان ومقرها مدريد. وحسب قرار المحكمة، الذي حصلت أندلس برس على نسخة منه، يوجد الممثل الحالي للبوليساريو في الجزائر، ابراهيم الغالي، على رأس لائحة المتابعين بتهمة "جرائم الإبادة والتعذيب والاختفاء القسري والاعتقال غير القانوني والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان"، بالإضافة إلى "وزير" الاعلام فيما يسمى ب"الجمهورية الصحراوية".. ويوجد من بين المتابعين القيادي في جبهة البوليساريو إبراهيم بيد الله وهو شقيق بيد الله محمد الشيخ، الرئيس الحالي لمجلس المستشارين، الغرفة العليا للبرلمان المغربي والقيادي البارز في حزب الأصالة والمعاصرة، الذي أسسه صديق الملك محمد السادس، فؤاد عالي الهمة. كما ستتم متابعة خليل سيدي محمد "وزير" المخيمات ، ومحمد خداد، المنسق الحالي مع المينورسو والمدير العام السابق للامن العسكري وعدد من المسؤولين الأمنيين الجزائريين. ولكن عددا من الذين قبلت المحكمة متابعتهم قد توفوا منذ أن رفعت الدعوى القضائية سنة 2007 ويتعلق الأمر بمحفوظ علي بيبة، "وزير أول" سابق في خكومة جبهة البوليساريو والجنرال محمد العماري الرجل القوي السابق في الجيش الجزائري. ومن المنتظر أن يعقد محامو الصحراويين ضحايا التعذيب والاعتقال التعسفي والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في مخيمات تندوف اليوم الخميس بالعاصمة الإسبانية مدريد ندوة صحفية لتقدم مزيد من الإيضاحات حول هذه المحاكمة. ويوجد من بين الصحراويين الذين رفعوا هذه الدعوى القضائية كل من حسين بايدة، مناضل صحراوي ينشط في مجال حقوق الانسان وأحد ضحايا البوليساريو، والداهي اغاي وسعداني ماء العينين، ابنة أحد الشخصيات البارزة في البوليساريو، وهو الراحل الوالي شيخ سلامة.