تسببت تغريدة كتبتها النجمة الأمريكية باريس هيلتون على حسابها في شبكة (تويتر)، في إثارة استياء عارم بين السعوديين الذي فجروا غضبهم في مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجا على افتتاح متجر يحمل العلامة التجارية لنجمة اشتهرت بفيلم إباحي. وكانت هيلتون قد أعربت عن سعادتها لافتتاح متجر يحمل علامتها الجارية في مكةالمكرمة التي تعد قبلة المسلمين وأكثر بقاع الأرض قداسة بالنسبة إليهم. وذكرت النجمة العالمية في تغريداتها "أعشق متجري الجميل الذي تم افتتاحه في مكة مول.. هذا متجري الخامس في السعودية، وإجمالي متاجري 42، فخورة جدا بنمو علامتي التجارية". واعتبر سعوديون أن افتتاح متجر يحمل اسم نجمة اشتهرت بفيلم إباحي هو إهانة للمكان المقدس، وتناقلوا صورا للمتجر. وتتزامن هذه الضجة التي أثارتها تغريدة هيلتون مع ضجة أخرى تواكب مشروع هدم "الرواق العثماني" الذي يعد معلما أثريا متميزا داخل المسجد الحرام في مكةالمكرمة، إذ يتساءل فريق من السعوديين: "كيف يهدم هذا المعلم الأثري المهم، ويفتتح متجر لباريس هيلتون في أقدس بقاع الأرض؟". وكانت السعودية دشنت أمس مشروع هدم الرواق وإعادة بنائه لتوسيع صحن المسجد وإتاحة مساحة أوسع أمام الحجاج والمعتمرين. وقالت صحيفة (عكاظ) إن هذا المشروع سيزيد الطاقة الاستيعابية لصحن الحرم بحيث يستوعب 130 ألف مصلٍّ في الساعة بدلا من 52 ألفا حاليا. وتأتي أهمية هذا الرواق من كونه بني قبل نحو 12 قرنا، وسمي بالعثماني لأن الدولة العثمانية جددت أسقفه وأضافت إلى بنائه بعض الأعمدة. ومنذ تأسيس الدولة، تتهم السعودية بعدم اكتراثها بالآثار الإسلامية القديمة التي تعرضت للهدم خلال مراحل مختلفة من تاريخ الدولة، وهو ما يثير سخط سكان المدينتين المقدستين، ويعتبره كثير من المسلمين انتهاكا للتاريخ الإسلامي. ونشرت كاتبة رأي معروفة على صفحتها في (تويتر) أن صحيفة سعودية منعت مقالها من النشر بسبب معارضة الكاتبة لمشروع هدم الرواق وإعادة بنائه. وقالت الدكتورة هتون الفاسي، وهي من سكان مكةالمكرمة، إن المقال الذي حجبته صحيفة الرياض، يطالب بوقف المشروع، ويناشد الملك التدخل لوقفه. يذكر أن السعودية تعتزم تنفيذ أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام بتكلفة مقدراها 10.6 مليار دولار حتى يستوعب مليوني مصلّ في وقت واحد، ويعد مشروع هدم الرواق وبنائه ضمن برنامج التوسعة.