صدر حديثا الجزء الثاني من كتاب “معجم الدارجة المغربية (الجذور والاختلافات الجهوية)” لمؤلفه، الباحث محمد بوسلام، وذلك عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر بالرباط. ويتضمن الجزء الثاني من المعجم، الذي يقع في 636 صفحة من القطع المتوسط، مفردات في الدارجة المغربية التي تقع ما بين حرفي الخاء والعين، بعدما تضمن الجزء الأول من المعجم مفردات تقع ما بين حرفي الألف والحاء. وفي مقدمة هذا الجزء من الكتاب، دعا المؤلف “من يستصغر شأن الدارجة المغربية ويعتبرها لغة الشارع ويدعي أنها بسيطة وتبسيطية وكل من يجهل قدرتها على التعبير الدقيق وملامسة الإبداع والإمتاع، أن يعود إلى قصائد الزجل المغربي وروائع الموشحات الموجودة في الطرب الأندلسي وما كتبه منها مثلا أبو حيان الغرناطي، وابن عطية، ونزهون الغرناطي، وابن قزمان القرطبي الأندلسي” . ودعا المؤلف أيضا من بستصغر شأن الدارجة المغربية إلى أن “يمعن النظر في قصائد تراث الملحون، مما ألفه عبد العزيز المغراوي والتهامي المدغري ومحمد بن علي ولد ارزين وعبد القادر العلمي والجيلالي امتيرد وأحمد الكندوز وأحمد الغرابلي وعلي بن إدربس الفاسي وغيرهم”. واعتمد الباحث على عدد من الكتب المحققة، من ضمنها إصابة الأغراض في ذكر الأعراض “لابن قزمان القرطبي، والمراجع الأكاديمية باللغتين العربية والفرنسية، من بينها “الدارجة المغربية مجال تداول بين الأمازيغية والعربية” و”المعجم العربي الأمازيغي” لمحمد شفيق، و”أعراف قبائل زيان، مساهمة في دراسة القانون العرفي الأمازيغي المغربي” لروبير أسينيون، وعلى “المعجم الفارسي الكبير” لإبراهيم دسوقي. واعتمد أيضا على عدد من الأعمال الإبداعية، من قبيل “ديوان الشيخ التهامي المدغري” للجنة موسوعة الملحون، و”حكايات تمثيلية من سلا والرباط بالدارجة” لعبد الله شقرون، والمجموعة القصصية “بدون … ” لوفاء مليح، وروايات “علبة الأسماء” و”القوس والفراشة” لمحمد الأشعري و”ممر الصفصاف” لأحمد المديني، و”الطلياني” لشكري المبخوت وغيرها. وكان محمد بوسلام قد أصدر، في وقت سابق (2015)، الجزء الأول من “معجم الدارجة المغربية (الجذور والاختلافات الجهوية)، في 383 صفحة من القطع المتوسط، وذلك عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر أيضا، موضحا أن “الدارج والدارجة في كل شيء هو الشائع والمتداول، وهو العادي والبسيط والجاري والمعروف”، مضيفا قوله “وفي اللغة العربية (درج الرجل يدرج درجا) في كلامه كان واضحا فيه”. وأفاد المؤلف بأن “اللغة العربية، كما هو معروف، هي رابع لغة دولية في العالم المعاصر، وعنها تفرعت أربعة أصناف من الدارجات هي الخليجية والشامية والمصرية والمغاربية”، متسائلا “ألا تستحق الدارجة المغربية، وهي لغة الأم والأب والإخوة والأخوات والأهل والأسرة وسكان الحي والسوق والمدينة والبلاد كلها، شرف البحث وعناء الاستقصاء”. وعن طريقة استعمال هذا المعجم، تحدث المؤلف عن “الاختصارات والرموز”، إذ توجد عند مدخل كل كلمة في المعجم حروف تبين أصلها اللغوي (عربي، أمازيغي، فارسي …)، وعن “كيفية البحث في المعجم” بالبحث في مدخل الفعل أو مدخل المصدر أو مدخل إسم الفاعل، وعن “النحو” في صيغ المفرد والمثنى والجمع، وعلى مستويي الضمائر والنطق، وعن “الصرف” في الحاضر والماضي والمستقبل والأمر. من مؤلفات الكاتب محمد بوسلام “اللباس التقليدي في المغرب” (2014) و”تاريخ قبيلة بني ملال” (1991) والديوان الزجلي “على عينيك يابن عدي” (2014)، وسيصدر له قرييا مؤلف باللغة الفرنسية، في حوالي 350 صفحة، حول الجذور الآرامية والسريانية لكل اللغات في العالم المعاصر (باستثناء لغات الهند وروسيا وبعض بلدان شرق أوروبا وجنوب شرق آسيا) من عربية وعبرية وفارسية وتركية ويونانية وفرنسية وإيطالية وإسبانية وإنجليزية ومالطية وأمازيغية وغيرها.