شكلت الذكرى ال91 لمعركة انوال بين قوات الاحتلال الاسباني والمقاومة المغربية التي قادها عبد الكريم الخطابي حدثا متميزا لتزامنها مع تصاعد المطالب بالكشف عن كافة اوراق ملف استخدام القوات الاسبانية لاسلحة كيماوية ضد المقاومين المغاربة وتطورات تعرفها منطقة شمال المغرب وزيارة 'سرية' قام بها وزير الداخلية الاسباني لموقع المعركة وقرار مدريد نشر قوات بالجزر الجعفرية التي تحتلها وتقع ضمن المياه الاقليمية المغربية. ونظمت اول امس السبت في موقع معركة انوال احتفالية لتخليد المعركة والمقاومين الذين سقطوا حيث وجهت الانتقادات ل'هجمات الدولة الإسبانية التي تتمّ بمباركة من المغرب، آخرها زيارة وزير داخلية مدريد للريف، بمرافقة أمنية مغربية، من أجل تمجيد جنود الاستعمار الذين انهزموا في معركة أنوال مقابل شيطنة مقاومة الريفيين الذين دافعوا عن حريتهم و كرامتهم ضد محتل غاشم'. واعتبر مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم في بيان ارسل ل'القدس العربي' ان الاحتفال بذكرى انوال ياتي في ظل 'توترات مغربية اسبانية على ايقاع استحضار اسبانيا لماضيها الاستعماري بشكل مستفز ولا انساني يتنكر لكل القيم الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان وثقافتها.' واعتبر المركز 'هذه الممارسات بدون أفاق مستقبلية لتقوية و تصليد العلاقة المغربية الاسبانية، يجدد تنديده الشديد بها و يعتبرها استفزازية تهدف إلى تمجيد الاستعمار و تسييس التاريخ واستعماله لأهداف سياسوية'. واكد في بيانه ان الاستعمار جريمة ضد الانسانية، و أن كل الجرائم و الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان المقترفة ابانه تستوجب العقاب و المعالجة ودعا الى الانكباب على معالجة كل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان المقترفة زمن الاستعمار الاسباني وفق مقاربة حقوقية تستمد آلياتها من آليات العدالة الانتقالية والتي تحتكم إلى مبادئ حقوق الإنسان وحكم القانون وقيم الديمقراطية، وإلى القانون الدولي لحقوق الإنسان و القانون الدولي الإنساني. ودعا الحكومتين المغربية والاسبانية للعمل على تأسيس لجنة مستقلة للحقيقة والإنصاف وبناء المستقبل مكونة من خبراء مغاربة وإسبان لبناء خطة عمل منهجية لمعالجة أثار الماضي الاستعمار كما دعا الحركة الحقوقية المغربية والاسبانية وكل الأحرار بالبلدين الى التفكير في اقتراح أشكال العمل والترافع لدى الحكومة المغربية والحكومة الإسبانية والمنظمات الدولية للمساهمة في اعمال هذه المقاربة خدمة للمستقبل الذي يستحقه المغاربة والاسبان معا.