لا الدكتور رياج الططري بكري، رئيس اتحاد الهيئات الإسلامية بإسبانيا (أوسيدي) ولا محمد علي، رئيس فيدرالية الهيئات الدينية الإسلامية بإسبانيا (فيري) ولا أي شخصية وازنة في الحقل الديني "عمرت عين" السفير الأمريكي بمدريد، ألان سلومون، الذي اختار شخصية "محايدة" لتمثيل الجاليات المسلمة في حفل الإفطار الذي نظمته السفارة الأمريكية مساء اليوم الثلاثاء، في شخص الشيخ منير المسيري، الإمام السابق للمسجد الكبير بمدريد أو مسجد "إيمي ترينتا". لقد وقع الاختيار على الشيخ الأزهري المعروف اختصارا ب "الشيخ منير" للنيابة عن المليون ونصف المليون مسلم الذين يعيشون بإسبانيا، وذلك لتمثليهم في حفل الإفطار الذي نظمته السفارة الأمريكية بمدريد بمناسبة شهر رمضان الأبرك والذي دعي له رؤساء جل الهيئات الإسلامية بإسبانيا بمختلف تلاوينها، إلى جانب ممثلين عن الأقليات الدينية الأخرى من بروتستانت ويهود ومسيحيين أورتودوكس. فقد جمع هذا الحفل الذي دأبت السفارة على تنظيمه منذ ست سنوات رؤساء الهيئات الدينية الإسلامية مثل الأوسيدي والفيري بالإضافة إلى الفيدرالية الإسلامية بمورسيا والمقربة من جماعة العدل والإحسان المغربية، أو جماعة المرابطون بغرناطة وهي جماعة صوفية تضم على الخصوص الإسبان الذين اعتنقوا الإسلام وهيئات أخرى أقل تمثيلية، مثل المجلس الإسلامي بغرناطة والذي يرأسه منصور إيسكوديرو وجمعية أندلس مالقا التي يرأسها محمد أمين فليكس هريرو. وقد قام الشيخ منير بإلقاء كلمة باللغة الإسبانية تناول فيها مقاصد الصيام عند المسلمين والمعاني العظمى للركن الثالث من أركان الإسلام، مركزا بالأساس على صفات الصبر والتسامح وحب الخير للغير التي يجب أن يتصف بها الصائم في هذا الشهر الكريم. وتناول الكلمة بعد ذلك السفير الأمريكي الذي أشاد بسياسة بلاده تجاه الأقليات الدينية خصوصا المسلمين الذين يمتعون، حسب رأيه، بكل الحقوق التي يتمتع بها معتنقو باقي الديانات في الولاياتالمتحدةالأمريكية. كما أشاد السفير الأمريكي، والذي صرح بأنه من معتنقي اليهودية، بالسياسة التي ينهجها الرئيس الأمريكي براك أوباما لضمان حقوق الأقليات الدينية بالولاياتالمتحدةالأمريكية، مؤكدا أن المسلمين أصبحوا مكونا مهما وفعالا في المجتمع الأمريكي. وتساءل بعض الحاضرين في هذا الحفل عن سبب غياب سفراء كل الدول الإسلامية باستثناء سفيري العراق وأفغانستان بمدريد. وذكر مصدر مسؤول في السفارة لأندلس برس أن السبب راجع إلى "الارتباك الذي حصل في عملية إرسال الدعوات والتي صادفت العطلة الصيفية".