يحتضن فندق بمدينة الدارالبيضاء المغربية معرضا خاصا بانتاج شركة إسرائيلية في مجال صناعة آلات الطباعة، وتعقد على هامش المعرض لقاءات مع الفاعلين التجاريين والاقتصاديين المتخصصين في تسويق هذه المنتوجات، وتعريفهم بمستجداتها وحثهم على تسويق بضاعتها المتطورة. ووقال الناشط المغربي سيون أسيدون ان المعرض المقرر افتتاحه يوم الاثنين القادم 'فضيحة كبيرة، بل هي طعنات في ظهر إخواننا الفلسطينيين الذين هم في أمسّ الحاجة في هذا الوقت الدقيق إلى المساندة والقيام باللازم لمقاطعة الكيان الصهيوني'. وفي وقت تتصاعد الاحتجاجات المغربية على نشاطات تطبيع مع الدولة العبرية، يلاحظ ان هناك جهات تتعمد رفع وتيرة التطبيع بميادين متعددة وهو ما يفسر باحارج الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الاسلامية ويتبنى مواقف متشددة ويشارك قياديوه في الهيئات المناهضة للتطبيع مع الدولة العبرية. واستقبل عبد الاله بن كيران رئيس الحكومة وزعيم الحزب يوم الاربعاء الماضي كلا من خالد السفياني منسق مجموعة اعمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين ومحمد الاندلوسي بن جلون الامين العام للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني وتسلم منهما مذكرة تطالب بتجريم التطبيع مع الدولة العبرية قانونيا واصدار تعليمات لكافة المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية بعدم القيام باي نشاط تطبيعي. ورغم ان الشركة الحاضنة للمعرض الاسرائيلي قالت أنها تتعامل مع 'شركة بلجيكية وأخرى إسبانية' فانها سجلت الصفحة الإلكترونية التي خصصتها الشركة المغربية الحاضنة للمعرض الاسرائيلي انه ضمن المسؤولين الأربعة الممثلين للشركة الإسرائيلية HP Indigo ، نائب رئيسها ومديرها العام 'ألون بارشاني'، الإسرائيلي المتولي زمام المقر المركزي للشركة في 'رحوفوت'، قرب تل أبيب. ونقلت صحيفة 'أخبار اليوم' المغربية عن مصدر مسؤول في وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة انها غير مسؤولة عن مثل هذه التظاهرات وليست لها سلطة ترخيصها أو منعها وأن 'الوزارة لم تنظم هذا اللقاء ولم تدعو إليه أي أحد، وبما أنه منظم من طرف مقاولة مغربية فإن الوزارة لا تتدخل في شراكات المقاولات المغربية وعلاقاتها وما تستورده من منتوجات'. واعتبر المصدر المسؤول أن أي منتوج قادم مباشرة من إسرائيل لن يتمكن من دخول السوق المغربية، 'أما إذا كانت لهم طرق أخرى لاستيراد منتوج مصنع في دولة أخرى مثلا فلا سلطة لنا لمنعه من دخول السوق المغربية'. وقالت 'أخبار اليوم' إن منتوجات الشركة الإسرائيلية تحمل طابع 'صُنع في إسرائيل'، وإن أول اختراق حققته الشركة الإسرائيلية للأسواق العربية تم من خلال بيع إحدى طابعاتها للمكتب الوطني للمطارات المغربية في عهد مديره العام السابق. واضافت الصحيفة ان 'الخطير في سياسة هذه الشركة، أنها توجه سياستها التسويقية نحو الصفقات العمومية لتزويد الوزارات والإدارات العمومية بطابعاتها المتطورة، وتلجأ في ذلك إلى أساليب مختلفة للحصول على تلك الصفقات، علما أن الإدارات العمومية المغربية لا تحتاج إلى التقنية العالية التي تتميز بها HP Indigo'. ويعود تاريخ تأسيس الشركة الاسرائيلية إلى سنة 1977، على يد 'بيني لاندا'، الإسرائيلي المنحدر من أبوين لجئا إلى بولونيا خلال الحرب العالمية الثانية، وتخصص في التصوير والطباعة منذ طفولته، من خلال اشتغاله في الاستوديو الخاص لوالده. ثم تابع دراساته العليا في لندن قبل أن يتوجه إلى إسرائيل ويؤسس شركة 'إنديغو' التي بعد النجاح الذي حققته على مدى سنوات، استقطبت اهتمام شركة ' HP ' العالمية الشهيرة عام 2000، واستثمرت فيها 100 مليون دولار ليصبح اسمها HP Indigo. ويُعتبر 'ألون بارشاني'، العقل المدبر للشركة في العقدين الماضيين، والرجل الذي تولى التخطيط لشراكتها مع HP ويسعى إلى تحقيق أوسع انتشار لها عالميا، مسلحا بشهاداته الجامعية التي حصل عليها من الجامعة العبرية في القدسالمحتلة. وتأتي الخطوة في سياق مبادرات تطبيعية متزامنة، حيث شارك الاسرائيليون في مؤتمر برلماني متوسطي عقد في العاصمة المغربية نهاية اذار/ مارس الماضي وبثت القناة المغربية الثانية بذكرى مجزرة دير ياسين شريطا وثائقيا بعنوان تنغير جيرازليم حول اليهود المغاربة في فلسطين المحتتلة وقيام أربعة مسؤولين مغاربة بزيارة لإسرائيل الأسبوع الماضي، وإعلان الحقوقي المغربي سيون أسيدون أن وفدا مغربيا من المزارعين المغاربة سيقوم بزيارة إلى فلسطينالمحتلة للمشاركة في معرض فلاحي إسرائيلي، وذلك في شهر ايار/ مايو القادم كما تنظم راقصة اسرائيلية في منتصف ايار/ مايو القادم في مدينة مراكش مهرجان للرقص الشرقي.