أجرت القناة الإسبانية العمومية الأولى (تفي 1)، مساء أمس الاثنين، حواراً مع رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباطيرو، و المثير للانتباه أن القناة تفادت طرح أي سؤال بخصوص نتائج أول قمة بين الاتحاد الأوروبي وبلد عربي و مسلم و هي القمة التي جمعت المغرب و الاتحاد الذي ترأسه حاليا إسبانيا، نهاية الأسبوع الماضي بمدينة غرناطة الأندلسية. و خلال هذا اللقاء دافع ثباطيروعن قرار الحكومة الزيادة في الضريبة على القيمة المضافة، انطلاقا من الصيف المقبل، و أكد بأن المداخل التي ستنجم عنها في 6 أشهر فقط، أي من شهر يونيو و حتى نهاية السنة ستكفي تغطية التعويضات عن البطالة لنصف مليون شخص. وستمكن هذه أيضا من تعافي الخزينة العمومية، وأضاف بأن الحكومة تفضل الزيادة في الضريبة على القيمة المضافة، و ليس في الضريبة على الدخل أو الضريبة على الشركات حتى لا يتأثر النشاط الاقتصادي. لكن إصرار ثاباطيرو على تنفيذ السياسة الأكثر إثارة "لأعصاب" الحزب الشعبي، يهدد بجدية إمكانية التوصل إلى الميثاق الاقتصادي، و هنا ثاباطيرو أكد أنه سيعمل على التوصل إلى الميثاق في غضون شهرين، لأن إظهار التوافق بين القوى السياسية و الإجتماعية ضروري لكسب ثقة المستثمر و للتعافي الإقتصادي، و أكد أن الحكومة بصدد إعداد صيغ اقتراحات لتقديمها إلى رجال الأعمال و التي تحاول حل المشاكل الاقتصادية دون تقليص كلفة الطرد من العمل". من جهة أخرى، أكد أنه شخصيا "يحس بالمسؤولية عن كل عاطل بالعمل"، و أكد الرئيس بأن الحكومة اتخذت أزيد من 137 إجراء تصحيحي التي لولاها لكان وقع الأزمة و حدتها أكبر بكثير من المحسوس الأن. وأكد بأن أغلب الإجراءات التي ستتقرر في مائدة الحوار الإجتماعي ستتوجه إلى الشباب و "خاصة هؤلاء الذين لا يملكون مؤهلات"، و كانوا قد توجهوا إلى قطاع البناء للبحث عن المدخول السهل. و عن استشراف التعافي الإقتصادي و الخروج من الأزمة أكد أن هناك بوادر "معقولة للتعافي البطئ" للإقتصاد، مشيرا إلى أن الإقتصاد سيعود إالى النمو" في نهاية هذه السنة و بطبيعة الحال في سنة 2011". و أضاف بأن إسبانيا بصدد العودة إلى النمو الإقتصادي بشكل بطئ، رغم نه لا ينبغي الحديث عن خلق فرص شغل في الوقت الراهن. و يبقى الغائب الأكبر عن اللقاء هو العلاقة مع المغرب، خاصة و أن الرئيس قادم من حدث تاريخي ترأسه بنفسه، جمع الإتحاد الأوروبي والمغرب وعاشت غرناطة على وقعه لأكثر من أسبوع، خاصة و أن المقابلة لم تدع "شاذة و لافادة" إلا و أثارتها. ولكن كما هي العادة شؤون المغرب العادية أو الكريمة هي شؤون كواكب من مجرات أخرى لا تثار، أما البشع المستشنع فهو شأن المغرب الذي يحكى ويعزف له المزمار.