مداخلة الإنفصالية الصحراوية أميناتو حيدر في القمة الموازية لمساندة البوليساريو، تظهر بأن رياح قمة غرناطة تجري الآن بما لا تشتهيه سفن البوليساريو، فقد قامت أميناتو بإطلاق النار على المغرب و أوروبا معا، كاشفة ضعف الموقف السياسي للانفصاليين و العزلة التي تكتنفهم دوليا. فقد اتهمت الحكومة الإسبانية "بخيانة الشعب الصحراوي و بالانسياق الأعمى لأطروحات المغرب"، و أكدت بأن خوسي لويس رودريغيث ثاباطيرو أصاب البوليساريو"بخيبة أمل كبيرة بتعاميه عن الممارسات القمعية للنظام المغربي، وبصمته المطبق أمام خروقات المغرب لحقوق الإنسان و لاستغلاله الثروات الطبيعية في الصحراء". و أكدت بأن المغرب إذا كان هو الجاني فإن إسبانيا مسؤولة و شريكة. و اتهمت مجموع الإتحاد الأوروبي بالركوع أمام النظام المغربي "الشمولي" حسب زعمها، بمنحه "الوضعية المتقدمة" و عقد أول لقاء قمة مع دولة ثالثة مع المغرب. مؤكدة أن الدول الأوروبية قد تخلت عن مبادئها الديمقراطية و عن احترامها لحقوق الإنسان بتعاملها التفضيلي مع دولة مثل المغرب. للإشارة فقط فإن إكثار أميناتو من وصف النظام المغربي بالتوتاليتارية أو الشمولية غير موفق، فهذا الوصف ينطبق من باب أولى و علميا على جبهة البوليساريو التي تتحرك كنظام ذي حزب وحيد، فالنظام الشمولي يقتضي عناصر ثلاثة تنعدم كليا في المغرب، الإيديوليوجية الوحيدة، التعبئة الجماهيرية و الغياب التام لأي شكل من أشكال المعارضة و لو شكلية. و هي شروط يحققها نظام البوليساريو و ليس المغرب، أما عن تصنيف المغرب فتحتاج إلى أن تغرف من قاموس مغاير. يشار إلى أن الرئيس الإسباني صرح أمس بأن الأزمة الديبلوماسية مع المغرب قد تم تجاوزها كليا، و أضاف بأن "المناخ الدبلوماسي و السياسي الحالي، يساعد كثيرا على النشاط و الاستثمار و العلاقات المقاولاتية"، و أعرب عن فخره بالعلاقات الجيدة و الوثيقة بالمغرب، مضيفا "بأن كل ما هو مهم بالنسبة للمغرب هو مهم بالنسبة لإسبانيا و الاتحاد الأوروبي". ودعى ثاباطيروا إلى بناء "تحالف كبير" بين المغرب و الإتحاد الأوروبي ك "خيار استراتيجي"، يهم أبعاد السياسة والاقتصاد و التعايش الاجتماعي. و أكد أن هدف القمة هو السعي إلى بناء هذا التحالف.