البوليساريو ينظم أنشطة موازية على هامش القمة المغر بية - الأوروبية بغرناطة تعقد الجمعيات الإسبانية المتعاطفة مع البوليساريو والمدافعة عن الصحراء الغربية اجتماعا ضخما في مدينة غرناطة نهاية الأسبوع الجاري بالتزامن مع القمة الأوروبية-المغربية يومي 7 و8 مارس الجاري، وستشارك فيه الناشطة الصحراوية أميناتو حيدر ويرتقب حضور مفاجئ لزعيم البوليساريو محمد عبد العزيز، في حين يغيب صوت المغرب للدفاع عن موقفه السياسي، أي الصحراء المغربية. في هذا الصدد، أعد اليسار الإسباني والجمعيات الموالية لجبهة البوليساريو عددا من الأنشطة الموازية للقمة الأوروبية - المغربية في محاولة منها للضغط على الاتحاد الأوروبي لتغيير سياسته تجاه الرباط وخاصة في مجال ملف الصحراء الغربية وحقوق الإنسان. ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية " أيفي " مساء أمس الأحد عن ميغيل كاسترو، المنسق العام لجمعيات التضامن مع الصحراء قوله " ننتظر مشاركة أميناتو حيدر في نشاط ضمن الأنشطة حول الصحراء الغربية في مدينة غرناطة يوم السبت المقبل، ليكون أول نشاط لها بعد إضرابها عن الطعام " . وتوجد أميناتو حيدر في اسبانيا منذ 19 يناير الماضي حيث تتلقى العلاج، وكانت قد تحولت إلى خبر دولي بعدما رفض المغرب السماح لها بالدخول إلى مدينة العيون في الصحراء الغربية بحجة عدم اعترافها بمغربية الصحراء وبجنسيتها المغربية. وكرد فعل، خاضت إضرابا عن الطعام ما بين 14 نوفمبر و17 ديسمبر الماضيين، وأخيرا سمح لها المغرب بالعودة إلى العيون بدون شروط بعد تدخل أطراف دولية متعددة. وحضور أميناتو حيدر سيجعل الإعلام الإسباني والدولي يهتم بملف الصحراء الغربية في أجندة القمة الأوروبية-المغربية بسبب الشهرة السياسية التي تتمتع بها في أعقاب إضرابها عن الطعام، حيث أصبح البعض يلقبها ب" غاندي الصحراوية " . وفي الوقت ذاته، تفيد أخبار مصدرها حزب اليسار الموحد الإسباني، وهو الأكثر تأييدا للبوليساريو، حول المشاركة المرتقبة لزعيم البوليزاريو محمد عبد العزيز في الأنشطة التي ستحتضنها مدينة غرناطة حول الصحراء الغربية. ومن شأن هذه المشاركة أن تضيف مزيدا من الضغط على الاتحاد الأوروبي وخاصة رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث سبتيرو. ويتعرض الأخير لضغط حقيقي منذ أكثر من سنتين لثنيه على عدم تقديم أي تنازل للرباط في نزاع الصحراء الغربية، أي تأييد الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كحل لهذا النزاع الذي يستمر منذ عقود طويلة. وفي مقابل الأنشطة التي ستكون لصالح البوليزاريو والصحراء الغربية في مدينة غرناطة الأندلسية، يغيب المغرب عن أنشطة موازية، إذ لن تنظم الجمعيات المغربية سواء المتواجدة في اسبانيا أو أوروبا أو المغرب أي نشاط للدفاع عن موقف المغرب الرسمي حول مغربية الصحراء. ومن ضمن الأسباب التي تقف وراء جمود الجمعيات المغربية هناك: في المقام الأول، تهميش المسؤولين المغاربة في اختيار وتعيين أعضاء " مجلس الجالية المغربية في الخارج " ، لأغلب الأطر التي كانت تتولى تنظيم تظاهرات موالية لمغربية الصحراء، وكان الكثير من هذه الأطر قد صرحوا لينظم مجلس الجالية التظاهرات الموالية لمغربية الصحراء. وفي المقام الثاني، عدم رضا الجمعيات المغربية عن الطريقة التي عالج بها المسؤولون المغاربة ملف أميناتو حيدر، أي سياسة التشدد ثم الرضوخ للضغوطات الخارجية. وكانت أشد الجمعيات حضورا في الخارج " جمعية الصحراء المغربية " قد أدانت طريقة تسيير دبلوماسية الرباط بقيادة الطيب الفاسي الفهري لملف أميناتو حيدر.