في مشهد نادر الوقوع، انقلبت كاسحة الثلوج بعد انهيار قنطرة بجماعة سيدي يحيى أويوسف بإقليم ميدلت، عقب محاولة إزاحة الثلوج عن الطريق الرابطة بينها وبين الجماعة القروية تونفيت. ويقول فاعل حقوقي عاين الحادث، إن انقلاب الشاحنة المخصصة لفك العزلة عن الدواوير المحاصرة لم يسفر عن ضحايا ولا جرحى، ولكن انهيار القنطرة سيزيد من معاناة الساكنة المتضررة من الحادث، لأنها المعبر الوحيد للتسوق من تونفيت يومي السبت والأحد، مؤكدا أن المشكل لا يتعلق بالثلوج الكثيفة المتهاطلة منذ نهاية الأسبوع الماضي إلى اليوم فقط، بل أيضا بغياب البنيات التحتية الضرورية. ويضيف المصدر ذاته، أنه مع هذا الحادث، سيعيش سكان دواوير زاوية سيدي يحي أيوسف، ومنها “بواضيل”، و”أساكا”، وإيزا عثمان”، و”إكرضان”، عزلة تامة، وكابوسا حقيقيا، ولن يتمكنوا من العبور إلى السوق للتبضع لفلذات أكبادهم ولماشيتهم التي يعتبرونها مورد رزقهم الوحيد، ما قد يتسبب في نفوق بعض المواشي نتيجة غياب الأعلاف. ويردف المتحدث أنه مع كل فصل شتاء، يحبس المسافرون أنفاسهم ويضعون أيديهم على قلوبهم، كلما مرت الشاحنة التي تقلهم إلى وجهتهم على تلك القنطرة المنهارة، بل أكثر من ذلك، يؤكد المصدر، كاد سائحان أن يفارقا الحياة وهما على متن سيارتهما إثر انهيار القنطرة نفسها منذ ما يقارب عشر سنوات، غير أن الألطاف الإلهية شاءت لهما النجاة والعودة إلى ديارهما بسلام. ويوضح المصدر نفسه أن سيناريو الأجنبيين هو ما تكرر أمس مع كاسحة الثلوج، نظرا إلى أن القنطرة لم تكن يوما متينة، بل هشة وأجزاء منها تم ترقيعها بشجر الأرز والأحجار، ولهذا، فهي تحتاج إلى إصلاح يحفظ أرواح الناس، يؤكد الفاعل الحقوقي الذي تساءل كيف أن القنطرة عينها تمر منها شاحنات محملة بشجرة الأرز يوميا، باعتبار جماعة سيدي يحيى أويوسف تمتاز بغنى ثروتها الغابوية، وخصوصا شجرة الأرز، دون أن يتمكن المسؤولون المحليون والمنتخبون من بناء قنطرة جديدة وصلبة، مكوناتها الإسمنت والحديد لا الحجر والشجر، يختم المصدر كلامه. جدير بالذكر أن قاطني زاوية سيدي يحيى أيوسف والدواوير التابعة لها، استفادوا قبل أيام من مساعدات مؤسسة محمد الخامس للتضامن لمواجهة موجة الصقيع، إثر موجة البرد القارس التي تجتاح كل ربوع الوطن، ونتيجة تساقط كمية كبيرة من الثلوج بجماعتهم المعروفة بوعورة التضاريس وقساوة المناخ، وانخفاض مخيف في درجة الحرارة.