في خروج إعلامي على أعلى مستوى، يبدو أن المغرب قد وضع بعض أوراقه على الطاولة وكشف عن رؤيته لتطورات أزمة المعابر في مدينة مليلية والخطوات التي سيتم القيام بها لاحتوائها، فقد أكد وزير الاتصالات والمتحدث باسم الحكومة المغربية خالد الناصري أمس أن العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس يعتزم زيارة المغرب قريبا لعقد اجتماع غير رسمي مع العاهل المغربي الملك محمد السادس، في ظل تطور الأوضاع بمعبر مليلية. ففي مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماع لمجلس الوزراء، أشار الناصري "جلالة الملك خوان كارلوس سيقوم بزيارة غير رسمية إلى المملكة المغربية في موعد سيتم تحديده في وقت لاحق من خلال القنوات المعنية". وشدد الناصري على أنه لا صلة بين حكومته والأعمال التي قام بها نشطاء في الأيام الماضية أمام معبر مليلية، في إشارة إلى قيام ناشطين بحظر دخول المواد الغذائية إلى مليلية.، وأوضح أنه "يجب التمييز بين أعمال المجتمع المدني عن تلك التي تقوم بها الحكومة"، دون أن يعلق على "ردود الفعل التلقائية للشعب" والتي في شهدها معبر مليلية. الا أن الناصري أكد أن بلاده "تنتظر الاستماع إلى الإجابات الضرورية التي طالبت بها" الحكومة الاسبانية في بيان أرسلته وزراة الخارجية المغربية إلى مدريد 11 من الشهر الجاري، وتطالب من خلاله تفسيرات بشأن اعتداء أفراد الشرطة الاسبانية على عدد من مواطني المغرب. وشدد الناصري على أن المغرب تسعى إلى "توفير الظروف لعودة الوضع إلى طبيعته مع كامل احترام حقوق الدولتين، ولحوار جاد مع إسبانيا لابد من أخذ الأفعال الأخيرة التي تسببت في غضب المنظمات غير الحكومية المغربية". وعلى صعيد آخر، وصف الناصري الزيارة المثيرة للجدل التي قام بها رئيس الحكومة الاسباني السابق خوسي ماريا أثنار إلى بلاده ب"التدخل"، بعد أن أكدت الحكومة الاسبانية أنها "غير ملائمة والخيانة غير المسؤولة". ومن جهة أخرى، أكد أن "الهدف من هذه الزيارة هو التدخل في الجهود التي تقوم بها الحكومتان المغربية والاسبانية لاحتواء المشكلات"، ومنها الزيارة التي يقوم بها وزير الداخلية الاسباني ألفريدو بيريث روبالكابا الى المغرب الاثنين المقبل. وأضاف "ولكن ما يهمنا ليس هذه التدخلات الصغيرة، ولكن العمل المشترك الذي يأخذ في الاعتبار مصالح البلدين". بعيدا عن كل اللغط الإعلامي الذي يصاحب مثل هذه القضايا، فيجب الاعتراف أن المغرب نجح في منح القضية بعدا شعبيا وإعلاميا كبيرا ماعادت إسبانيا تستطيع تجاهله بأي حال من الأحوال، حتى على أعلى المستويات السياسية.