امتدح وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي موقف الحكومة السورية من الأزمة مؤكدا أنها اتخذت خطوات لنزع فتيلها، وسط تشاؤم أميركي وقطري من خطاب الرئيس بشار الأسد. وقال وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي في مؤتمر صحفي بالأمم المتحدة أمس إن الحكومة السورية اتخذت بعض الخطوات بينها "سحب الأسلحة الثقيلة من المدن التي تواجه مشاكل". وأضاف أنه "جرى إطلاق سراح بضعة آلاف من السجناء لكن هناك الكثير لم يطلق سراحهم بعد"، وهناك "انفتاح لوسائل الإعلام رغم أن هذا الانفتاح غير كامل إلا أنه حقيقي". وتسلط تصريحات مدلسي الضوء على تباين مواقف الدول العربية بشأن الانتفاضة المناهضة للحكومة في سوريا منذ عشرة أشهر، والتي تحقق فيها حاليا بعثة مراقبة تابعة لجامعة الدول العربية. في غضون ذلك وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء بأنه تشاؤمي وسوداوي، معتبرة أن مهمة المراقبين العرب لن تستمر إلى ما لا نهاية. وانتقدت كلينتون حديث الأسد عن المؤامرات. وقالت كلينتون أمس خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني في واشنطن، إن خطاب الرئيس السوري بدا تشاؤميا وسوداويا يقدم أعذارا وحججا ويتهم دولا أجنبية وحتى الجامعة العربية، كما تحدث عن مؤامرات خارجية. وأضافت أن "مهمة المراقبين العرب لن تستمر إلى ما لا نهاية، ونحن نتطلع للتعاون مع الجامعة العربية عندما تنتهي مهمة المراقبين". وقالت إن النظام السوري يدعي الإفراج عن مسجونين، في وقت لا يزال يحتجز فيه الآلاف. أتت تصريحات كلنتون وسط تأكيد وزارة الخارجية الأميركية بأنها أجرت تخفيضا إضافيا في عدد الموظفين الموجودين في سفارتها بدمشق، بعد أن خطت خطوة أولى مشابهة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وفي بيروت أبلغت السفيرة الأميركية مورا مانيلي رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي أمس "شعورها بالقلق من أن تؤدي تطورات سوريا لعدم استقرار لبنان". من جانبه قال رئيس الوزراء القطري إنه لا يرى أن مهمة المراقبين نجحت حتى الآن، لكنه عبر عن أمله في أن تنجح، وأضاف أن من غير الممكن ترك الموقف كما هو حيث يقتل الشعب على يد حكومته. وعبر المسؤول القطري كذلك عن أمله في أن تحل القضية داخل البيت العربي، لكنه أكد أن الحكومة السورية لا تساعد على ذلك حيث إن القتل مستمر، مشددا على أن وقف عمليات القتل لم يتحقق حتى الآن. كان الرئيس الأسد قد قال أمس الأربعاء في ظهور وصف بالمفاجئ في ساحة عامة بدمشق، إن سوريا ستنتصر على ما يعدها مؤامرة تستهدفها، وكرر وعودا سابقة بالإصلاح، ووعيدا لمن نعتهم ب"الإرهابيين". وبعد يوم واحد من خطاب هاجم فيه الجامعة العربية لدورها في الأزمة الراهنة في سوريا، ظهر الأسد في ساحة الأمويين بدمشق وسط آلاف من مؤيديه برفقة زوجته أسماء وابنيهما. وخاطب الأسد -الذي كان محاطا بحراس- الحشد بقوله إنه لم يخطط سلفا لإلقاء خطاب في ساحة الأمويين. وقال في هذا السياق "عندما علمت بأنكم قررتم النزول إلى الشوارع في عدد من الساحات السورية شعرت برغبة عارمة أن أكون معكم في هذا الحدث، وأردت أن نكون معا في ساحة الأمويين في قلب عاصمة الأمويين في قلب دمشق عاصمة المقاومة". وتابع الرئيس السوري مكررا تقريبا ما تعهد به في خطابه بجامعة دمشق أمس، "سننتصر من دون أدنى شك على المؤامرة، وهم الآن في مرحلتهم الأخيرة من المؤامرة، ونحن سنجعل هذه المرحلة هي النهاية بالنسبة لهم ولمخططاتهم". وكان الأسد يشير إلى الأطراف الأجنبية والعربية التي يقول إنها تتآمر على سوريا.