أجلت خطط دفن جثمان العقيد معمر القذافي وسط حالة من التردد بشأن المكان الذي سيدفن فيه في الوقت الذي طلبت مفوضية حقوق الإنسان في الأممالمتحدة بفتح تحقيق في ملابسات مقتله. وعلى الرغم من أن تقارير سابقة تحدثت عن أن عملية الدفن ستحدث خلال الساعات المقبلة إلا أن وزير النفط في المجلس الانتقالي علي ترهوني صرح بأن " جثة القذافي قد تحفظ لعدة أيام". روابط ذات صلة وقال مسؤولون إن جثة القذافي محفوظة في مستودع في سوق قديمة في مدينة مصراته وانها تحمل فجوة في الرأس. وأضافوا أن دفن الجثة سيتم وفقا للشريعة الإسلامية ولكن لم يعرف بعد ما إذا كانت مراسم الدفن ستتم في مصراته أو مدينة سرت مسقط رأس القذافي. وذكرت تقارير أن جثة نجل القذافي المعتصم محفوظة في المكان نفسه. وعلمت بي بي سي أن السلطات الليبية تخطط لدفن جثمان العقيد معمر القذافي سرا وفي مكان غير معلوم. وتقول مراسلة بي بي سي في طرابلس كارولين هاولي إن السلطات الليبية يجب عليها أن تقرر بأسرع وقت ممكن كيف ستتعامل مع عملية دفن جثمان القذافي. وأضافت أن المسؤولين الليبين قالوا إن جثته ستدفن في مكان سري مع تزايد التكهنات بإمكانية دفنه في البحر على غرار ما حدث مع زعيم القاعدة أسامة بن لادن لمنع أن يتحول قبره إلى مزار. "رصاصة في الرأس" وتأتي التطورات في الوقت الذي زادت فيه التساؤلات بشأن كيفية وفاة القذافي بعد أن نفى مسؤولو المجلس الانتقالي أنه تم إعدام القذافي. وكان رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي محمود جبريل قال إن القذافي قتل برصاصة في الرأس خلال تبادل لإطلاق النار بين القوات الموالية له وقوات المجلس الانتقالي. وأكد أن القذافي اعتقل حيا لكنه قتل نتيجة للجروح التي أصيب بها قبل دقائق من وصوله إلى المستشفى. وأضاف جبريل، خلال مؤتمر صحفي في طرابلس، "عندما تم العثور عليه كان بخير ويحمل سلاحا". وأوضح أن القذافي اقتيد إلى سيارة دفع رباعي، مضيفا "عندما اقلعت السيارة قضى خلال تبادل لاطلاق النار بين مقاتلين موالين له وبين الثوار وقتل برصاصة في الرأس". سيف الإسلام والمعتصم وأظهرت صور فيديو القذافي وهو يقاد عبر الطرقات بصحبة مقاتلين تابعين للمجلس الانتقالي. في غضون ذلك أفادت تقارير من سرت أن سيف الاسلام نجل القذافي حاول الهروب مع مرافقيه المسلحين، إلا أن مقاتلي المجلس الانتقالي حاصروه وحالوا دون هروبه. وأكد وزير العدل في المجلس الوطني الانتقالي نبأ اعتقال سيف الإسلام وقال انه يتواجد حالياً في أحد المستشفيات لتلقي العلاج. وحول مصير نجل آخر للقذافي، هو المعتصم، أكد مسؤولون في المجلس مقتله وقد عرضت محطة تلفزيونية تابعة للمجلس الوطني صوراً لجثة قالت انها جثته. تحقيق في الوقت ذاته، طالبت المفوضية العليا لحقوق الانسان في الاممالمتحدة الجمعة بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات مقتل القذافي. وقال المتحدث باسم المفوضية روبرت كولفيل إنه " فيما يتعلق بمقتل القذافي الخميس فان الملابسات لا تزال غير واضحة. نعتبر ان اجراء تحقيق هو امر ضروري" وذلك في اشارة الى المشاهد التي ظهرت على وسائل الاعلام حول اعتقال القذافي حيا قبل اعلان وفاته. واعتبر كولفيل أن "شريطي الفيديو" اللذين تم بثهما ويصوران القذافي بعد القبض عليه "مقلقان للغاية". لكن المتحدث لم يوضح من هي الجهة التي يتعين عليها اجراء هذا التحقيق.