أكد متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا ل" سي إن إن"، جرى دفن جثة "الزعيم" الراحل، معمر القذافي، في وقت مبكر من فجر أول أمس الثلاثاء، في الوقت الذي مازالت كثير من التساؤلات حول الظروف التي تحيط بمقتله إضافة إلى أنباء عن "إعدام" عشرات آخرين. وذكرت التقارير أنه جرى كذلك دفن ابن القذافي معتصم، ووزير دفاعه أبو بكر يونس، إضافة إلى القذافي، في المكان ذاته "غير المعلوم"، حسب ذكر أنيس الشريف، المتحدث باسم المجلس العسكري لطرابلس، التابع للمجلس الانتقالي الليبي. وقال الشريف إن السلطات الليبية الجديدة سمحت لأعضاء في قبيلة القذافي بأداء صلاة الجنازة على جثمانه، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. جاءت تأكيدات المتحدث الليبي، بعد قليل من ورود تقارير نقلت عن مسؤولين في المجلس الانتقالي قولهم إن جثة القذافي ستدفن الثلاثاء، في مكان "غير معلوم"، بعد رفض تسليمها إلى أفراد عشيرته. ويأتي دفن القذافي بعد خمسة أيام على مقتله في مدينة "سرت"، مسقط رأسه، التي سيطر عليها الثوار، الخميس الماضي، وبعد عرض جثته أمام العامة في سوق للحوم بمدينة "مصراتة"، إلى جانب جثة نجله المعتصم، ووزير دفاعه السابق أبو بكر يونس. وبعد يوم على مقتله، أصدرت أسرة القذافي بياناً دعت فيه الأممالمتحدة ومنظمة العفو الدولية إلى الضغط على قادة ليبيا الجدد لتسليم جثث "الشهداء" إلى قبيلتهم، من أجل دفنهم وفقاً للشعائر الإسلامية، وفقاً لبيان بثته، الجمعة الماضي، قناة "الرأي" العراقية المؤيدة للقذافي، التي تبث من سوريا. وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الذراع العسكري للمجلس الوطني الانتقالي في طرابلس، أنيس الشريف، إن القذافي قد يوارى الثرى الثلاثاء، بينما كان مسؤولون آخرون ذكروا أن دفنه قد يتأخر بضعة أيام، للسماح لمسؤولي المحكمة الجنائية الدولية التحقق من جثته، إذا ما طلبت المحكمة ذلك. وأثبت تشريح جثة القذافي، الذي قام به فريق من الأطباء الشرعيين الليبيين، أن "الزعيم" الراحل قُضي نتيجة إصابته برصاصة اخترقت رأسه، دون أن يكشف عما إذا كان أصيب أثناء تبادل لإطلاق النار، أم أن الرصاصة أطلقت عليه عمداً عن قرب. وكان رئيس المجلس الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، الذي يقود البلاد حالياً، أعلن، الاثنين الماضي، تشكيل لجنة لبحث كيفية التعامل مع جثة الزعيم السابق، كما أشار إلى تشكيل لجنة للتحقيق في ظروف مقتله، ولمح إلى أن غالبية الليبيين كانوا يأملون في تقديم القذافي حياً إلى المحاكمة. وجاءت تصريحات عبد الجليل رداً على دعوات متزايدة من قبل المفوضية السامية الدولية لحقوق الإنسان، التابعة للأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية "أمنستي"، لإجراء تحقيق حول مقتل القذافي.