إيمان بودلال، المغربية التي كتبت عنها “العربية.نت” الشهر الماضي حين منعتها مدينة “ديزني لاند” من ارتداء الحجاب في مطعم تعمل فيه بمدينة الملاهي الأشهر في العالم، أخبرت “العربية.نت” عبر الهاتف ليل الأربعاء 29-9-2010 أن “ديزني لاند” تراجعت ووافقت على استمرارها بالعمل والحجاب على رأسها، محققة بذلك حلماً مغربياً في مدينة الملاهي والأحلام الأمريكية بولاية كاليفورنيا. وقالت إيمان إن “ديزني لاند” صنعت لها حجاباً مختلفاً لجهة التصميم عن الحجاب المعروف لتضعه على رأسها وتمارس عملها كالمعتاد، كما سمحت لمسلمة ثانية عمرها 22 سنة، واسمها نور عبد الله، ارتداء الحجاب نفسه أيضاً بعد أن شكت بدورها منعها من ارتدائه. ولم تكن إيمان بودلال ترتدي الحجاب طوال وجودها بالولاياتالمتحدة التي هاجرت إليها قبل 5 أعوام، ولا حتى في مدينة الدارالبيضاء حيث أبصرت النور منذ 26 سنة، إلى أن تأثرت قبل 3 أشهر بفتوى سمعتها في إحدى المحطات التلفزيونية العربية، حيث ظهر داعية إسلامي وبدأ يشرح أهمية الحجاب قائلاً: “إن المرأة المسلمة تتحدى دينها إن لم تقم بارتدائه”، فتأثرت بودلال بما قال وقررت ارتداء الحجاب، على حد ما روت ل”العربية.نت” المرة الماضية. وتعمل إيمان منذ عامين ونصف العام بمطعم “ستوري تيللرز” في ديزني لاند بمدينة مناهيم جنوب كاليفورنيا، وهو المطعم الذي طلبت إدارته منها التوقف عن العمل أو نزع حجابها إذا أرادت الاستمرار بالعمل ملبية طلبات في مقدمة الواجهة التي تتواصل عبرها مباشرة مع الزبائن. وقالوا لها إنه بإمكانها الاستمرار بالعمل إذا أرادت، ولكن في موقع خلفي من المطعم وبعيداً عن الزبائن، “وهو ما أثار حفيظتي وجعلني أشعر بالمهانة التي جرحت إحساسي وعقيدتي الدينية”، كما قالت. وكانت إيمان بودلال درست السياحة والفندقة بمعهد في الدارالبيضاء قبل هجرتها واستقرارها في مناهيم حيث تقيم بشقة تتقاسمها مع زميلة لها فلسطينية وأخرى مكسيكية. وذكرت أنها اختارت الهجرة إلى الولاياتالمتحدة لظنها أنها بلاد حقوق الإنسان والعدالة والقوانين السارية على الجميع. يُذكر أن سوزي براون، وهي المتحدثة باسم ديزني لاند، كانت قد قالت إن المجمع عرض على الشابة “حلاً عقلانياً”، وهو السماح لها بمتابعة العمل في المنطقة الخلفية من مطعم المجمّع “بعيداً عن أعين رواد ديزني لاند”، فردت إيمان بودلال في بيان وزعته نقابة للعمال دافعت عنها وقالت فيه: “إن اقتراحهم لي بالعمل في المنطقة الخلفية للمجمع مُذل، ويقترحون هذا لأني عربية، مغربية ومسلمة. إنهم لا يريدون رؤيتي”. وكانت إيمان بودلال تعمل في الدارالبيضاء مساعدة مدير قسم التنظيفات وإعادة توضيب الغرف في أحد فنادق المدينة، لكنها هاجرت إلى الولاياتالمتحدة “بحثاً عن العدالة الاجتماعية”، فلما اختبرتها افتقدتها، إلى أن تراجعت مدينة الملاهي وسمحت لها بارتداء حجاب صممته لها بشكل خاص.