تقدمت مهاجرة مغربية في الولاياتالمتحدة بشكوى ضد أكبر مدينة ملاه في العالم بعد أن منعتها إدارة المجمّع الذي ارتاده 16 مليون زائر في العام الماضي من ارتداء الحجاب في مطعم تعمل فيه بديزني لاند بولاية كاليفورنيا، حيث تقيم إيمان بودلال. وروت إيمان أنها لم ترتد الحجاب طوال وجودها في الولاياتالمتحدة التي هاجرت إليها قبل 5 سنوات، ولا حتى في مدينة الدارالبيضاء التي أبصرت فيها النور منذ 26 سنة «لكنني قبل شهرين تأثرت بفتوى سمعتها في إحدى المحطات، حيث ظهر داعية إسلامي وبدأ يشرح أهمية الحجاب، وأن المرأة المسلمة تتحدى دينها إن لم تقم بارتدائه، فتأثرت بما قال وقررت التحجب» على حد قولها. وذكرت أنها تعمل منذ عامين ونصف العام في مطعم «ستوري تيللرز» بديزني لاند في مدينة مناهيم بجنوب الولاية، وهو المطعم الذي طلبت إدارته منها يوم الثلاثاء الماضي التوقف عن العمل أو نزع حجابها إذا أرادت الاستمرار كملبية للطلبات في مقدمة الواجهة التي تتصل عبرها مباشرة مع الزبائن، عارضين عليها الاستمرار في العمل إذا أرادت، ولكن في موقع خلفي من المطعم وبعيدا عن الزبائن «وهو ما أثار حفيظتي وجعل أشعر بالمهانة التي جرحت إحساسي وعقيدتي الدينية» كما قالت. وكانت إيمان بودلال درست السياحة والفندقة في معهد بالدارالبيضاء قبل هجرتها واستقرارها في مدينة مناهيم التي تقيم فيها بشقة تتقاسمها مع زميلة لها فلسطينية وأخرى مكسيكية. وذكرت انها اختارت الهجرة الى الولاياتالمتحدة «لظني بأنها بلاد حقوق الانسان والعدالة والقوانين التي تسري على الجميع، لكن الأمور أصبحت فيها مختلفة بالنسبة للمسلمين بشكل كبير في المدة الأخيرة» وفق تعبيرها بلهجة فلسطينية اكتسبتها على ما يبدو من صديقتها. ولم يتصل بإيمان ليساندها في معركتها مع أكبر مدينة ملاه في العالم، سوى عائلتها عبر الهاتف من الدارالبيضاء، اضافة الى نقابة «اتحدوا هنا» الأمريكية التي أصدرت بيانا بثته المتحدثة باسمها، لي شلتون، وقالت فيه إن ارتداء الحجاب يتعارض مع النظام الداخلي لديزني لاند «لكن إيمان تغيرت بالمدة الأخيرة وقررت الاعتراض على نظام المجمّع، لأنه غير قانوني وغير عادل» وفق ما نقلت وسائل إعلام أمريكية عن لسانها. سوزي براون، المتحدثة باسم ديزني لاند، قالت إن المجمع عرض على الشابة «حلا عقلانيا» وهو السماح لها بمتابعة بالعمل في المنطقة الخلفية من مطعم المجمّع، بعيدا عن أعين رواد ديزني لاند»، فردت ايمان بودلال في بيان وزعته النقابة عنها قالت فيه «ان اقتراحهم لي بالعمل في المنطقة الخلفية للمجمع هو مذل.. إنهم يقترحون هذا لأني عربية، مغربية ومسلمة. إنهم لا يريدون رؤيتي». ايمان التي حصلت على الجنسية الأمريكية منذ شهرين مصرة على ارتداء الحجاب، وقد تقاضي ديزني لاند على عدم احترام ايمانها وممارستها لمعتقدها الديني. وقالت إيمان: «لقد أصبح عمري 26 سنة وأنا أبحث عن عريس، فلو كان الى جانبي زوج لما فعلوا بي ذلك. وأنا سأتحداهم وحدي وبحجابي، ولن أنزعه». وكانت إيمان تعمل في الدارالبيضاء مساعدة مدير قسم التنظيفات واعادة توضيب الغرف بأحد فنادق المدينة، لكنها هاجرت الى الولاياتالمتحدة «بحثا عن العدالة الاجتماعية، فلما اختبرتها افتقدتها» على حد تعبيرها في مقابلة تلفزيونية لإحدى المحطات معها.