الرباط وورزازات (المغرب) (رويترز) – ربما تجدهم يمثلون بالقرب من بعض اشهر نجوم السينما العالمية لكن بمجرد ان تطفأ أضواء الاستوديوهات وتغلق الكاميرات يعود أصحاب الادوار الصغيرة ( الكومبارس) في المغرب الى الحياة في الظل. ويستأجر كثير من الكومبارس الذين يعيشون في مجتمعات معزولة خلف جبال تيشكا انتظارا لأنباء عن تصوير فيلم جديد من انتاج هوليوود مقابل أجور زهيدة لكي يظهروا في الافلام التي تصور في ورزازات. وتضم مدينة ورزازات التي تقع عند سفح جبال الاطلس الكبير المركز الرئيسي للاستوديوهات بالمغرب مما منحها لقب “هوليوود المغرب”. والافلام بالنسبة لأغلب الناس في أنحاء العالم مصدر للمتعة او للنشاط الاجتماعي والثقافي لكنها في ورزازات مصدر لكسب لقمة العيش لا يغطي في معظم الحالات الاحتياجات الضرورية للكومبارس وأسرهم. ولهذا تبنى الفرع المغربي بمنظمة العفو الدولية مبادرة رعى من خلالها فيلما وثائقيا يحمل اسم “صدى الصمت” للمخرج المغربي الشاب ربيع الجوهري. ويسلط هذا الفيلم الضوء على معضلة الشهرة المؤقتة لاسر الطبقة العاملة في صناعة السينما المغربية وبالاخص محنة الكومبارس. ولدى عرض الفيلم للمرة الاولى في الرباط يوم السبت (3 يوليو) قال محمد السكتاوي المدير العام لمنظمة العفو الدولية بالمغرب ان الفيلم يعرض وجهة نظر الشباب في المشكلة. واضاف “اخترنا ان يكون الفيلم مناسبة لتسليط الضوء على اوضاع الفقراء في المغرب والمبدعين الفقراء. واخترنا ايضا ان نقدم هذا الشريط بعيون المبدعين الشباب.” ويرصد الفيلم الوثائقي الذي تبلغ مدته 52 دقيقة الحياة اليومية لفتى صغير يدعى ماهر يبحث باستمرار عن العمل ككومبارس في السينما. وعندما يكسب حفنة من الدراهم المغربية يعطيها على الفور لوالدته كي تدفع ايجار غرفة في شقة يشتركون فيها مع افراد آخرين. كما يصور الفيلم امرأة ادت كثيرا من الادوار الناجحة في عدد كبير من الافلام لكنها لا تحصل دائما على اموال تذكر. ومن الشخصيات الرئيسية الاخرى رجل مسن يبني منزله المتواضع منذ عام 1962 من الاموال التي يحصل عليها من العمل ككومبارس. والسؤال الذي يسأله دائما لنفسه هو “متى سينتهي من بناء هذا المنزل..” والفيلم جزء من برنامج تنفذه منظمة العفو الدولية لجذب الانتباه الى الفقر والحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الاساسية لاغلبية البشر الذين يعيشون في ظروف صعبة. وقال الجوهري ان الفيلم يركز على الناس الذين يعيشون في الظل. ومضى يقول “صدى الصمت جاء ليقلب الصورة وليسلط الضوء على هؤلاء الممثلين الذين يعيشون وراء جبال تيشكا...يعني انهم محجوبون بتلك الجبال كما حجبت صورتهم عن الانظار. انهم يعيشون من السينما لكن الناس لا يعرفونهم. فهم صنعوا افلاما عظيمة وكبيرة جدا ربحت في مهرجانات كان وهوليوود وشوهدت في كل بقاع العالم لكنهم لم ينصفوا.” وعلى مدى الخمسين عاما الماضية كان المغرب موقعا محببا للتصوير بالنسبة لكثير من المخرجين فاز بعضهم بجوائز الاوسكار مثل مارتن سكورسيز وريدلي سكوت. وصورت افلام مثل “لورانس العرب” و “الاغواء الاخير للمسيح” بالاضافة الى افلام اكثر حداثة مثل “جلادييتور” و “سقوط بلاك هوك” و “مملكة السماء” صورت اجزاء منها في المغرب للاستفادة من طبيعته الصحراوية والعاملين المهرة في مجال السينما بمن فيهم مجموعات الكومبارس الكبيرة