يزيد عدد الكومبارس، الذين يسعون للظفر بعمل في أفلام سينمائية تصور بمصر عن 15 ألف شخص، حسب أرقام نشرتها أسبوعية "الأهالي" المصرية في عددها الأخير. ويتراوح أجر "الكومبارس"، حسب المصدر ذاته، بين 35 و50 جنيها في اليوم(بين 50 و 75 درهما مغربيا تقريبا)، مع الإشارة إلى أن أجر النساء أعلى من أجر الرجال، الذين يشكلون ثلثي إجمالي عدد "الكومبارس". وكتبت الصحيفة في مقال بعنوان " أزيد من 15 ألف كومبارس بلا أي ضمانات" إن كثيرا من هؤلاء المجاميع يشغلون وظائف " لا بأس بها، إذ أن البعض منهم يعمل في قطاعات حكومية أو في المحاماة والطب والهندسة " وحتى التدريس بالجامعة"، بل إن "بعض خريجي المعاهد الفنية انضموا إليهم، بعد يأس الانتظار". وكل هؤلاء ، تضيف الصحيفة، جمعهم حب الفن والكاميرا والشهرة، غير أنهم يعانون الأمرين "ما بين مطرقة المكاتب الفنية وسندان الريجيسيرات". وتشكل مقهى "بعرة"، التي توجد في شارع عماد الدين وسط القاهرة، حيث تنتشر مكاتب مديري الإنتاج الفني وصانعي السينما، ملاذا للكومبارس المغرمين بأضواء السينما والباحثين عن فرصة للظهور على الشاشة بشكل خاص على أمل أن يكتشفه مخرج أو منتج يسند إليه دورا، تكون بدايته الحقيقية نحو الشهرة. ورغم ضيق المقهى، الذي لا يتسع سوى لأربع طاولات متلاصقة في الداخل، ومثلها في الممر الخارجي، إلا أن الأصوات تتعالى بين الحين والآخر، عند فوز أحد رواد المقهى وغالبيتهم من الكومبارس في لعبة "نرد الطاولة" أو "ورق الشدة" وهم يشربون النارجيلة بانتظار قدوم أحد القائمين أو المشرفين على إنتاج الأعمال الفنية واختيارهم للمشاركة في أدوار فردية أو جماعية في أفلام ومسلسلات ومسرحيات متنوعة. مر على "قهوة بعرة"، منذ إنشائها العام 1936، غالبية نجوم الفن الكبار، وجلسوا فوق كراسيها وسهروا الليالي الطويلة في ردهاتها وهم ينتظرون من يقدم لهم عرض أي عمل يأخذ بيدهم إلى عالم الأضواء والشهرة.. بعضهم نجح، وبعضهم ما زال جالسا على أحد كراسيها يحلم بالنجومية، التي لم تأت بعد. شهدت قهوة "بعرة" مولد عدد من نجوم الفن الراحلين ومشاهير أهل الفن الحاليين، أمثال رشدي أباظة، وأنور وجدي، وتوفيق الدقن، ويوسف شعبان، وعادل إمام، ومحمد هنيدي، ومحمود حميدة، ممن بدأوا حياتهم الفنية بالجلوس في المقهى، حسب ما يؤكده ابن صاحب المقهى سيد الزناتي وبعض الكومبارس. وهناك قصة شهيرة لإطلاق اسم "بعرة" على المقهى يرويها الزناتي تعود إلى أنه اسم الدلع لصاحب المقهى محمد زناتي الصعيدي، الذي كان يطلق عليه اسم بعرور وتعني الجمل الصغير لضخامة قوامه وعرض صدره، الذي يصل إلى 96 سم إلى أن ثبت عليه اسم بعرة، من قبل الفنان رشدي أباظة أحد رواد المقهى، وأصبح اسم الشهرة للمقهى، رغم تسجيله باسم نادي الكورسال لفناني السينما.