تحرص جريدة “الصحراء الأسبوعية” كل الحرص على أن تكون منبرا منصتا لنبض التحولات في المغرب ومحيطه ومصاحبا لقضاياها وإشكالاتاها بهدف تقريبها من الرأي العام وباقي الأوساط المهتمة؛ من سياسيين ومثقفين وحقوقيين وأصحاب القرار...، وهو اجتهاد – يقول قراء الجريدة بمدينة وجدة – يستحق كل التنويه. ولا يمر عدد من الجريدة إلا وخصصت حيزا لموضوع الجهوية الموسعة؛ ومن المؤكد أن مشروع الجهوية الموسعة هو أحد أهم الأوراش التي فتحها المغرب؛ بل أكثرها أهمية بوصفه مشروعا يبتغي إعادة ابتكار زمن مغربي أكثر قوة واحتراما، مغرب دموقراطي متحد على أسس من السلم والحرية والعدل والرفاهية. ولأنه “مشروع” يهم كل المغاربة والمغاربيين بالدرجة الأولى، فإن الواجب يلزمنا أن نكون قوة اقتراحية وداعمة لهذا المشروع وأعيننا مفتوحة على “شاشة الأحداث” وهي تسرد علينا ما يدور في تخوم الأرض وأعاليها؛ ذلك أن نجاح هذا “المشروع” هو نجاح للمنطقة المغاربية كلها وانتصار لمستقبل مغاربي محترم، وفشله –لا قدر الله- هو فشلنا جميعا، لأن الفشل لن يكون مغربيا فحسب بل جزائريا أيضا. فالمنطقة ليست في منأى عما يحدث في الفضاء الجيوسياسي الإسلامي؛ وهي مرشحة لأي تحول، فإما وإما... إما الذهاب إلى الخلاص وفق شروطه الدموقراطية فتنعم المنطقة؛ وإما الذهاب إلى الخراب لتتحول المنطقة كلها إلى “مخيم” يعيش على المساعدات و فوق ظهره الخيرات محمولة كدابة من الدواب. ثمة ما يؤكد على أن المغرب تحدوه إرادة قوية في التغيير الدموقراطي. وهو تحول يزعج أطرافا عدة ولكن في الآن ذاته سيجد من يناصره وينتصر له حتى من خارج المغرب، يكفي فقط أن يكون هذا “التغير المحلي” مشروعا ديمقراطيا رائدا يحمل في صلبه شروط انفتاحه على الزمان والمكان، فمغربنا الكبير لن يتأخر عن التحرك الخلاق حالما يدرك أن المشروع سيكون القاطرة التي ستوصل شعوب المنطقة إلى زمن مغاربي ديمقراطي يسوده الأمن والتعاون والانفتاح. في هذا الإطار نظمت الكلية متعددة التخصصات/ شعبة القانون والاقتصاد بمدينة تازة بالتعاون مع منتدى الحكامة والتنمية يوما دراسيا الخميس27 ماي 2010، في موضوع: “الجهوية الموسعة: أية رهانات لمغرب الغد؟”؛ وقد قدم ثلة من الأساتذة الشباب مداخلات ترجمت وعيا عميقا بأهمية المشروع، كما أبانت عن كفاءة في طرح الأسئلة الاستباقية التي حاولت أن تضيء الاختلالات والنقائص ومكامن الضعف الواجب الانتباه إليها وتداركها بإصلاحها بوصفها جزء لا يتجزأ من كينونة المشروع. على أمل../ الصحراء الأسبوعية/المغرب