لم يتسبب الخبر الذي تناقلته مساء أمس وكالات الأنباء العالمية بخصوص وورة البوب الأميركي، مايكل جاكسون، عن عمر يناهز الخمسين عاماً إثر تعرضه لنوبة قلبية، في نشر حالة من الحزن والصدمة العميقين بين جمهوره العريض حول العالم فحسب، بل أدى أيضاً لإحداث حالة من الربكة والفوضى العارمة في حركة الإنترنت. فبمجرد أن قام موقع TMZ.com المتخصص بأخبار وصور المشاهير بنشر خبر وفاة النجم مايكل جاكسون إثر تعرضه لأزمة قلبية، محققا ً بذلك سبقا ً إعلاميا ً كبيرا ً على باقي وسائل الإعلام التقليدية، بينما لم يتم نشر الخبر إلا بعدها بساعتين بعد أن تم التأكد منه من جانب مصادر “أكثر” دراية لصحيفة لوس أنجليس تايمز الأميركية ووكالة الأسوشيتد برس الإخبارية الأميركية، سرعان ما شهدت الشبكة العنكبوتية حالة من الحراك الذي لم يسبق له مثيل من قبل، حيث بدأت أعداد غفيرة من المستخدمين حول العالم في الدخول إلى المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي لمتابعة الخبر والتأكد من حقيقته وكذلك ما يستجد من أخبار أخرى خاصة بنجمهم المفضل. وقد شهدت ليلة أمس تزايدا ً غير مسبوقاً في أعداد مستخدمي الشبكة العنكبوتية، لدرجة أن محرك البحث غوغل فشل في التجاوب من الناحية التقنية مع التزايد المطرد في عمليات البحث التي كان يجريها الأشخاص سعياً لمعرفة أي جديد متعلق بخبر وفاة جاكو، وبالفعل كانت تبوء عمليات البحث هذه بالفشل، وكانت تظهر رسالة للمستخدمين تقول ” رسالة خاطئة” – أما القائمون على محرك البحث الأشهر على المستوى العالم، فقد برروا ذلك بأنهم كانوا عرضة لضغط شديد نتيجة للتزايد الكبير في عدد طلبات البحث. وبعد الكشف عن الخبر بثواني قليلة، تضاعفت أعداد الرسائل القصيرة التي تتحدث عن وفاة جاكو على موقع التدوين المصغر “تويتر”، ما أدى لإغلاق الموقع لفترة مؤقتة. وقد استمرت هذه الفوضى على مدار ساعات نظرا ً لحدوث حالة من التضارب في الأنباء والمعلومات التي تسابقت المواقع والوكالات فيما بينها على نشرها، فقد كان هناك من يقول أنه في غيبوبة، وهناك من كان يؤكد أنه توفي بالفعل. هذا في الوقت الذي كان يرجح فيه بعض المدونين أن هذا الخبر ما هو إلا خبر كاذب. وفي هذا الإطار، كتب مدون الثرثرة الأميركي المعروف، بيريز هيلتون، قائلا ً :” سبق لجاكسون أن لجأ من قبل لحيلة مماثلة لهذه ( ويقصد الترويج لخبر يتحدث عن وفاته ) قبيل استعداده لأحد الحفلات الكبرى في عام 1995 عندما سقط مغشيا ً عليه في أحد البروفات. وإما أنه يكذب أو أنه يتمارض، لكننا شغوفين لمعرفة إذا ما كان قادرا ً على المضى قدما ً للأمام أم لا. وأنصحكم يا من تحملون تذاكر الحفل بأن تستردوا أموالكم مرة أخري! “. لكن وبالعودة للبيانات الإحصائية التي أعدها موقع تويتر بخصوص الرسائل التي تم تناقلها عبر الموقع بشأن مايكل جاكسون، ارتفعت معدلات الرسائل المرتبطة بجاكو قبل الساعة العاشرة والنصف مساءا ً بتوقيت غرينتش العالمي إلى 12.26 % ، قبل أن تبلغ ذروتها في تمام الحادية عشر والنصف لتصل إلى 22.61 % من بين جميع الرسائل التي تم تخصيصها للنجم الأسطوري الكبير. كما تم تخصيص تسعة موضوعات من بين أكثر عشرة موضوعات إثارة ً لاهتمام المستخدمين إلى ملك البوب الذي كان يمتلك سجلا ً حياتيا ً حافلا ً بالدراما والمتغيرات والأحداث التراجيدية. من جانبه، قال بيز ستون، المؤسس الشريك في موقع تويتر :” شاهدنا حدوث تضاعف فوري في أعداد الرسائل القصيرة في كل ثانية لحظة الإعلان عن خبر الوفاة. وتلك هي أضخم قفزة تشهدها خدمة رسائل تويتر القصيرة في الثانية الواحدة منذ انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة”. كما شهدت صحيفة الدايلي ميل وغيرها من صحف المنوعات البريطانية والأميركية إقبالا ً كبيرا ً من جانب القراء حول العالم من خلال زيارة مواقعهم الإلكترونية على الإنترنت. في غضون ذلك، فسرت الأجهزة الكمبيوترية التي تقوم بتشغيل القسم الإخباري لموقع غوغل هذا السيل الضخم من الطلبات والاستفسارات المتعلقة ب “مايكل جاكسون” على أنها هجوم ذاتي. وعن طريق آلية دفاعية، رد قسم غوغل الإخباري على كل هذا الكم من طلبات المعلومات عن جاكو برسائل متعرجة تعرف بنظام التحقق الآلي أو “كابتشا”. كما كان يستوجب على المستخدمين إدخال اسم مايكل جاكسون بشكل صحيح من الناحية اللغوية كي يتمكنوا من مشاهدة النتائج الإخبارية التي يقدمها غوغل حول خبر الوفاة. أما على اليوتيوب، فقد شهد الموقع تزايدا ً كبيرا ً من جانب الجماهير على الفيديوهات والكليبات الغنائية للنجم الراحل، في حين قام الآلاف بنشر مقاطع مصورة لأنفسهم وهم يتحدثون عن خواطرهم ومشاعرهم تجاه نجم البوب الأسطوري. بينما اهتم آخرون باستخدام الفيس بوك في تنظيم صلوات واحتفالات لجاكسون. وبعد مرور ساعات قليلة من الإعلان عن خبر الوفاة، تصدر ألبوم جاكسون الذي أصدره عام 1982 بعنوان Thriller قائمة الألبومات المطروحة على الآي تيونز. كما دخل عدد كبير من ألبوماته ضمن ذمرة أفضل عشرة ألبومات في كبريات المحلات العاملة في مجال الموسيقي الرقمية. وقد سارع عدد كبير من المشاهير والجماهير بتقديم تعازيهم من خلال موقع تويتر، وبخاصة بعد أن أكدت لوس أنجليس تايمز والأسوشيتد برس خبر الوفاة. فقد كتبت النجمة الجميلة ديمي مور، وهي من أشهر مستخدمي موقع تويتر، قائلة ً :” حزنت بشدة لفقدان كل من فرح فاوست ومايكل جاكسون. وحزنت أكثر على أولادهم”. وفي أثناء ذلك، استغل موقع آخر، تلك الحالة الكبرى من الشغف الجماهيري، ليروج لتقارير زائفة تتحدث عن وفاة الممثل الأميركي جيف غولدبللام إثر سقوطه من مكان مرتفع أثناء تصويره لأحدث أفلامه التي يصورها خلال هذه الأثناء في نيوزيلاندا. فاة أسط ترجمة: أشرف أبوجلالة من القاهرة