أكدت المداخلات المقدمة في ندوة “الإعلاميات العربيات في وسائل الإعلام”، أمس الأحد في أصيلة، أن المرأة الإعلامية حققت مكتسبات ملموسة من موقعها كفاعل في القطاعات الإعلامية المختلفة، غير أن الذكورية ما تزال السمة الغالبة لمعظم المؤسسات العربية. وقال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، السيد خالد الناصري، في كلمة بالمناسبة، إن حضور المرأة في وسائل الإعلام بالوطن العربي بات ظاهرة جديرة بالدراسة والمساءلة على المستويين الكمي والنوعي، مشيرا إلى أن الموقع المتنامي للمرأة داخل المؤسسات الإعلامية ينسجم مع وتيرة التحولات الاجتماعية المتفاوتة بين البلدان العربية. وأوضح السيد الناصري، في الندوة التي نظمت بشراكة مع مجلة “نساء من المغرب” و “زهرة الخليج” في إطار فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي، أن الحضور النسوي في قطاع الاعلام العربي مؤشر هام على حركية المجتمع نحو الديموقراطية والتحديث مراهنا على المرأة الإعلامية كشريك في إرساء قيم الحرية، والتي ليست المسؤولية سوى وجهها الآخر. واعتبرت خديجة سبيل رئيسة تحرير مجلة “نساء من المغرب” أن الانشغال بوضع المرأة الإعلامية امتداد عضوي للاهتمام بوضع المرأة العربية عموما، داعية إلى السعي إلى إبطال التعطيل الملازم لحركة المرأة داخل الإعلام. ونبهت خديجة سبيل إلى أن بروز أسماء نسوية لامعة في سماء الاعلام العربي ليس دليلا على حسم إشكالية تهميش المرأة في القطاع، مشددة على أهمية تفعيل دور السلطات السياسية والاجتماعية في النهوض بوضع المرأة على هذا الصعيد. من جانبه، توقف طلال طعمة رئيس تحرير مجلة “زهرة الخليج” عند الضرورة المنهجية لتجنب التعميم في مقاربة موقع المرأة الاعلامية الذي يتفاوت حسب البلدان العربية وأيضا حسب القطاعات الاعلامية. وبعد أن سجل التزايد الكمي لحضور المرأة كفاعل إعلامي، لاحظ طلال طعمة أنه كلما ارتفع الهرم الاعلامي كلما قلت مشاركة المرأة في حلقاته القيادية، ليعزو هذه الحالة أساسا إلى ثقل الأعباء الاجتماعية التي تقع على المرأة أكثر من الرجل. وفي السياق ذاته، أوضحت ديانا جبور مديرة التلفزيون السوري أن تأنيث الشاشة ليس دليلا دامغا على الحضور الفاعل للمرأة في توجيه الحقل الاعلامي، حيث أن السمة الطاغية للمؤسسات العربية تبقى ذكورية، حيث يحتفظ الرجل بتقديم المواد الجادة وتولي المسؤوليات الحساسة. وشددت جبور على أهمية التركيز على تغيير الاتجاهات الفكرية والذهنية التي تفرز هذا الواقع، ودحض الصور المضللة التي تعطي الانطباع بأن المرأة أخذت موقعها داخل قطاع الاعلام العربي. وتميزت الندوة التي تعد آخر الندوات المبرمجة في إطار الدورة 31 لموسم أصيلة بحضور واسع لنخبة من الاعلاميات العربيات البارزات في القطاعات المكتوبة والسمعية البصرية.