شدد إعلاميون عرب مساء الإثنين بأصيلة في ختام أشغال ندوة حول موضوع «الإعلام في أفق القرن الواحد والعشرين», التي نظمت في إطار الدورة ال23 من جامعة المعتمد بن عباد الصيفية ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي في نسخته الثلاثين, على الدور الهام لوسائل الإعلام في ترسيخ ثقافة الحوار. كما اعتبر المشاركون خلال الجلسة الختامية لهذه الندوة, التي ترأسها وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة خالد الناصري, أن عالم اليوم يعاني أزمة ثقافة حوار حقيقية, مؤكدين في هذا السياق على أن الإعلام يظل الأوفر حظا في انعاش وتنمية الحوار بين الحضارات بسبب امتلاكه لامتياز السرعة والفعالية , دون إهمال باقي العناصر السياسية والاقتصادية والثقافية. وأكدوا أن الحوار يعد الأسلوب الأمثل لإقامة الدعامات الأساسية للتفاهم بين البشر وضمان السلم والأمن والاستقرار للدول مبرزين أنه لتدعيم بناء جسور ثقافة الحوار, يتعين التركيز على التعليم والتربية, والتخلص من الأحكام المسبقة التي يحملها البعض عن الآخر, وكذا إشاعة وحماية مناخ التعددية والحرية. وفي سياق آخر, أوضح المشاركون أن استقلال التمويل الإعلامي أضحى مطلبا لا غنى عنه لحماية وسائل الإعلام وتطورها وتوسيع حريتها المسؤولة, مشيرين إلى أن هذا الاستقلال يواجه تحديات كثيرة أهمها تأثير العامل الإعلاني ودوره المتنامي في نجاح أو ضعف وسائل الإعلام. وأبرزوا أن الصناعة الإعلامية الحديثة, بما تتطبله من توظيف للكفاءات المتميزة واستخدام أحدث التقنيات المتطورة وبما تسعى إليه من التميز والانتشار, تحتاج دائما إلى استقطاب استثمارات مالية كبيرة تعينها على تحقيق أهدافها وغاياتها, مشيرين بالمقابل إلى أن فتح الأبواب مشرعة أمام الاستثمارات المختلفة للدخول إلى الشركات الإعلامية قد ينطوي على خطورة كبيرة من أهمها وصول رؤوس أموال ذات أجندات وبرامج غير مسؤولة. واعتبر المشاركون أن المؤسسات الصحافية والإعلامية في أمس الحاجة إلى تأمين حلول قانونية, تساعد على استمرار تدفق الدعم المالي اللازم لنجاح العمل الإعلامي من جهة, وتحمي استقلالية النهج الإعلامي المسؤول وتحافظ على مكتسبات الحيادية والنزاهة المهنية التي تعد ركيزة النجاح الأساسية لأية مؤسسة إعلامية. وأضافوا أن توفير بيئة تحريرية مستقلة مهنيا عن الإدارة التنفيذية العليا ووضع ميثاق أخلاقي يضبط العلاقة بينهما, وإضفاء شفافية ووضوح على مصادر التمويل, إنما هو المدخل الأساسي نحو حرية صحافية مسؤولة واستقلالية إعلامية حقيقية.