أكد المشاركون في ندوة حول موضوع " الإعلام في أفق القرن الواحد والعشرين " المنظمة في إطار الدورة ال23 لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي أن الصحافة العربية خارج الوطن العربي ساهمت بشكل كبير في تجسير هوة المعرفة في ما بين العرب. وأبرز المشاركون في الجلسة الثانية من هذه الندوة التي ترأسها محمد العربي المساري وزير الاتصال السابق والكاتب والمحلل السياسي أن هذه الصحافة كان لها دور مهم في هدم هوة الاتصال بين العرب والعالم خاصة منه الدول الأوروبية. وأشاروا إلى أنها ساعدت في إبقاء المواطنين العرب المقيمين بديار المهجر على اطلاع ومعرفة بقضايا الأمة العربية على المستويين الدولي والوطني وجعلتهم على بينة يومية ودائمة بما يجري في الدول العربية. وأوضحوا أن هاته الصحافة شكلت منبرا حرا يجمع مختلف التيارات والمشارب الفكرية العربية مما ساعد على توسيع فضاء النقاش والتفاعل في أوساط القراء العرب. وقد شدد المشاركون على ضرورة أن تتحلى المؤسسات الإعلامية بأخلاقيات وأدبيات المهنة وأن تتحرى المصداقية والمهنية والموضوعية في مجال الممارسة الصحفية مشيرين إلى كون التكوين يعد رافعة أساسية لتطوير وسائل الإعلام العربية. وأضافوا أن الصحافة لم يعد لها ذلك الاحتكار لإنتاج المعلومات بحكم أن التفريق بين الإعلام والاتصال أضحى في الوقت الراهن صعبا أكثر فأكثر وذلك اعتبارا للتداخل والترابط الكبير بينهما. واعتبروا أن الصحافة العربية خارج الوطن العربي بحكم وجودها في الدول الغربية أمامها تحديات جسيمة للتقريب بين الحضارات وإرساء أسس الحوار مع الآخر. وقد نوه المشاركون في هذا اللقاء بالتجربة الرائدة لصحيفة "الشرق الأوسط " في مجال ترسيخ وجود الصحف العربية بالدول الغربية وباعتبارها نموذجا احتذت به العديد من الصحف. وفي هذا السياق قال طارق الحميد رئيس تحرير جريدة "الشرق الأوسط" في عرض شكل أرضية للنقاش حول موضوع "دور الصحافة العربية في تجسير هوة المعرفة في ما بين الدول صحيفة الشرق الأوسط نموذجا" أن إخراج هاته الصحيفة كان بمثابة حلم عربي يسعى ليكون جسرا بين العرب ورفيقا للقارئ العربي أينما حل صحيفة تتحول إلى مدرسة صحافية تقوم على مصداقية وحرفية عالية مستفيدة من الكفاءات العربية المتاحة في المهجر.واعتبر أن نجاح تجربة الصحيفة يتمثل في ثلاثة نقاط جوهرية مهنية وتغطية سياسية وثقافية.