ما الذي يجعل الموت أو الانتحار خيارا و بديلا لدى البعض ؟؟؟ *بالنسبة لفيلسوف ينبذ الحياة ك”شوبنهاور”، بل و يدعو إلى نبذها فان الانتحار هو بمثابة خلاص من شقاء الحياة وشرورها. انه يعتبر الموت في ذاته لا يسبب أي الم على الإطلاق ، ولكن الناس يتألمون من فكرة الموت أكثر مما يتألمون من الموت نفسه ؛ فالإنسان لا يلتقي بالموت أبدا، فكيف يتألم منه ؟ إن الإنسان طالما هو حي لم يمت، فهو لا يرى الموت ولا يلتقي به ومن ثم لا يتألم منه، فإذا ما انتحر الإنسان ومات، فإن الموت حين يجيء يكون الإنسان قد ذهب، وعلى ذلك فالإنسان يخاف من فكرة الموت. قد يبدو الأمر ضربا من الجنون لكن بالنسبة لشخص عاش وحيدا بلا أصدقاء و لا عائلة و عانى كثيرا من المرض فان ” الحياة “شر مطلق” و “العدم أمر مبجّل” أما “الانتحار فهو شيء جيد...” *ميشيل فوكو مبتكر مصطلح “أركيولوجية المعرفة”. هو الأخر فكر في الانتحار لكن لم يكن الأمر منهج حياة بل حالة اكتئاب حادة، كادت تكلفه حياته.وعلى عكس ذلك فان نيتشه كلفته حياته ،ربما لأنه لم يعد يأتي أحد إليه، و برغم ذهابه إليهم جميعا فانه لم يجد أحدا...و كذا ربما لأنه كان يشتاق إلى الكائنات البشرية ويبحث عنهم, ولكنه دائما يجد نفسه فقط، مع أنه لم يكن يشتاق يوما إلى نفسه. *البعض اعتبروا أن فلسفة الانتحار هي التجلي المطلق للعقل في قمته القصوى...لان العقل حين يدرك معنى “اللاجدوى” و سيزيفية الحياة..فان الاستمرار يصبح قمة الجنون.ما معنى السير على طريق عذاب لا نهاية له؟؟ ما معنى صناعة الحزن و صياغة البؤس كحدث أني و دائم ؟؟؟ و ما معنى الغياب الحسي و المعنوي في مطلقيته؟؟؟ *آخرين على العكس تماما، اعتبروا الانتحار قمة الجنون، فحين يفقد العقل انسجامه مع العالم يفر نحو الجنون....ثم يقرر مغادرة عالم الأحياء... *بعيدا عن الفلسفة ،يرى الأطباء أن ارتفاع نسبة المادة الرمادية هو السبب الرئيس في حالة الانتحار..ليصبح السؤال : هل الباعث على الانتحار نفسي و عقلي آم بيولوجي و عضوي؟؟؟ لكن و مهما قيل فان أحسن القول ما قاله الحق تعالى: (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إًنَّ اللّهَ كَانَ بًكُمْ رَحًيماً). (*) بمناسبة غير سعيدة مطلقا.شاب في مقتبل العمر أنهى حياته على شجرة زيتون