اكدت الناشطة اليمنية توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام الجمعة مع رئيسة ليبيريا الين سيرليف والناشطة الليبيرية ليما غبويي، ان الجائزة تشكل انتصارا للثورة اليمنية. وقالت توكل كرمان المولودة في 1979 في تعز، من ساحة التغيير حيث يعتصم المتظاهرون ان “هذه الجائزة انتصار للثورة اليمنية ولسلمية هذه الثورة” التي انطلقت في مطلع 2011 للمطالبة بالاصلاحات وبتنحي الرئيس علي عبدالله صالح. واضافت “انها اعتراف من المجتمع الدولي بهذه الثورة وحتمية انتصارها”. وكانت توكل قالت في تصريح لقناة العربية الفضائية “انا سعيدة جدا، هذا تكريم لكل العرب والمسلمين والنساء”. واضافت انها تهدي الجائزة الى “كل نشطاء الربيع العربي”، مؤكدة ان الجائزة يفترض ان تمنح “الى الشعب اليمني المرابط في الساحات”. واضافت “لم اكن اتوقع ولم اكن اعلم بترشيحي”. وفي اوسلو حيث اعلنت الجائزة قال رئيس لجنة نوبل ثوربورن ياغلاند ان توكل كرمان ورئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف و”المناضلة من اجل السلام” الليبيرية ليما غبويي كوفئن على “نضالهن السلمي من اجل ضمان الامن للنساء وحصولهن على حقوقهن للمشاركة الكاملة في عملية بناء السلام”. واضاف ثوربورن ياغلاند “لا يمكننا تحقيق الديموقراطية والسلام الدائم في العالم إلا اذا حصلت النساء على الفرص نفسها التي يحصل عليها الرجال للتاثير على التطورات على جميع مستويات المجتمع”. من هي توكل كرمان؟ اليمنية توكل كرمان، وهي اول امراة عربية تفوز بجائزة نوبل للسلام، ناشطة سياسية قامت بدور كبير في تحفيز الانتفاضة الشعبية التي تهز اليمن منذ كانون الثاني/يناير الماضي مع بداية تحرك “الربيع العربي”. ومنذ اذار/مارس الماضي نصبت هذه الصحافية الشابة التي تبلغ الثانية والثلاثين من العمر خيمة في ساحة التغيير، مركز حركة الاحتجاج في صنعاء، حيث تقيم مع زوجها هربا من ضغوط رجال نظام الرئيس علي عبد الله صالح الذي جاؤا اكثر من مرة الى منزلها لاخافتها ومحاولة ردعها. فهذه الساحة التي يعتصم فيها الاف الشباب تخضع منذ اذار/مارس الماضي لحماية العسكريين المنشقين عن الجيش اليمني. قامت توكل المدافعة منذ سنوات عن حرية التعبير وعن حقوق النساء بدور اساسي في اندلاع حركة الاحتجاج الشعبي في نهاية كانون الثاني/يناير الماضي في اليمن هذا البلد العربي المحافظ الذي تندر فيه مشاركة المراة في الحياة السياسية. فقد دعت توكل عبر الرسائل النصية الهاتفية الطلاب الى التظاهر تضامنا مع انتفاضتي تونس ومصر وتصدرات مسيرات التضامن التي قمعتها قوات النظام بعنف. لكن هذه التظاهرات سرعان ما امتدت الى باقي مدن البلاد لتتحول الى انتفاضة شعبية بعد ان انضمت اليها احزاب سياسية وقبائل وجزء من الجيش. واعتقلت توكل كرمان لفترة قصيرة في اخر كانون الثاني/يناير بسبب دورها في الدعوة الى التظاهرات. وهذه المراة الشابة الضعيفة البنية والام لثلاثة ابناء عضو في مجلس شورى حزب الاصلاح الاسلامي المعارض حيث تعرف بتصديها للتيار السلفي داخل هذا الحزب. ولدت توكل عام 1979 في قرية مخلاف في محافظة تعز (جنوب شرق صنعاء) التي اعطت اليمن الكثير من المثقفين والناشطين السياسيين. كان والدها عبد السلام كرمان، المعارض لنشاطها السياسي، يعتبرها المتمردة الوحيدة من بين كل ابنائه الكثيرين لكنها استطاعت في النهاية ان تقنعه بقضيتها وبالانضمام الى الثورة. في البداية كانت توكل ترتدي النقاب شانها شان معظم نساء بلدها لكنها خلعته بعد ذلك واكتفت بارتداء الحجاب. اسست توكل كرمان عام 2005 منظمة “صحافيات بلا قيود”. وهي حاصلة على ليسانس العلوم السياسية من جامعة صنعاء وتعد حاليا لرسالة الماجستير.