في الاونة الاخيرة سطع نجم العدالة و التنمية كحزب سياسي مناهض للفساد و إذا كان كحزب يشكل خطورة على مجموعة من اللوبيات المتحكمة في المغرب و إذا كان يشكل تاريخه مع السلطة كذا المضايقات التي تعرض لها تجعله من بين أهم الاحزاب في الساحة السياسية المغربية إلا أن هذا الاخير أصبح فاقدا لهويته و بالتالي وجب البحث عنها. فالمقصود بالهوية هنا هي مجموعة من المنطلقات و الركائز التي تأسس عليها الحزب و التي تخلى عنها بدعوى الانفتاح و التطور و فصل ما هو سياسي عن ما هو ديني ليجد نفسه في الاخير لا هو بين متعاطفين ممن تؤطرهم حركة التوحيد و الاصلاح الشريك الاصلاحي و لا هو بين متعاطفين استطاعوا ان يؤمنوا إيمانا حقيقيا بمبادئه التي يدعوا لها . أكيد لا يخفى علينا الدور المهم الذي يقوم به الحزب في زعزعة لوبيات الفساد في المغرب و إيقاف زحف مجموعة من القرارات التي تستهدف ما هو ديني بالمغرب حيث أنه و من خلال تحويل مجموعة من القضايا إلى قضايا للراي العام و طرحها أمام البرلمان تخرج هذه القرارات عن مصيرها و تتحول إلى ركام أو على الاقل يتم تجميدها. هذا كله لا يجعلنا نؤكد أن حزب العدالة و التنمية لم يفقد هويته و الدور الذي يلعبه ليس مبررا قويا نختفي وراءه من أجل التأكيد على الثبات رغم كل الظروف . أول تغير عرفه الحزب هو خلال انفتاحه و اتخاذه سياسية فتح الباب أمام الكل أي كل من يهتم بالسياسة و يريد أن يندمج ضمن حزب سياسي يمكن إعتباره خطأ بدرجة إعتباره إحرازا فالاول لان طبيعة الحزب و كيف تأسس تجعل منه نموذج يمكن القول عنه متشابها و ذلك من خلال الافراد المنتمين لهذا الاخير و أغلبهم من أبناء الحركة الاسلامية و بالتالي أي شخص لايؤمن بمبادئ هذه الحركة أو على الاقل لا يتفق مع مبادئها لن يجد له مكان داخل الحزب و هذا ماوقع للحزب و أدى بالكثيرين إلى تقديم استقالاتهم بغض النظر عن الخلفية و الدوافع التي جعلتهم يقدمون على التصرف . ثانيا أنه و بغرض الحفاظ على الحزب من داخل الساحة السياسية قدم مجموعة من التنازلات للسلطة مما يجعل هذا الاخير في موقف المتنازل و المخالف لمواقفه التي تدعوا إلى التغيير و الاصلاح بالمغرب حيث لا يوجد إصلاح بالمغرب إلا بما تسمح به السلطة و اللوبيات المختبئة وراائها و أي حديث عن التغيير خارج هذا الاطار سينسف الحزب و شراكائه . لقد اصبح الوضع الذي يعرفه المغرب و الذي أصبح يتطور بشكل ملحوظ يطرح علينا أكثر من سؤال ربما نجيب عنها في مقالات قادمة و هي هل فعلا الحركات الاسلامية بالمغرب حققت شيئا ملحوظا للشعب المغربي ؟ و إلا أي حد انتقلت من جانب التأطير إلى جانب التخدير للمجتمع و للمؤمنين بفكرتها ؟ أليس حريا بها تغيير سياسيتها و مواقفها و طريقة عملها .؟ هكذا إذا مجموعة من الاسئلة تفرض ذاتها و تحتاج إلى إجابة و لعل من هم في موقع السلطة في الحركات الاسلامية هم من يستطيعون الاجابة عنها ففعلا نحتاج إلى وقفة تأملية خاصة أن نفس الوضع لم يتغير في المغرب إلا قليلا وهذا ليس محسوبا على هذه الحركات أو شركائها السياسيين .