توالت ردود الأفعال الدولية والشعبية إزاء التطورات السياسية التي تشهدها تونس حالياً بعد تنحية الرئيس زين العابدين بن علي عن السلطة وسط احتجاجات عارمة. وبينما أكدت حكومات عربية وغربية احترامها لخيارات الشعب التونسي ودعت للمحافظة على أمن واستقرار بلاده، رحبت فصائل فلسطينية، بينها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وقوى شعبية عربية أخرى بسقوط نظام الرئيس بن علي داعية ل«الاتعاظ» مما يحدث في تونس. ورداً على سؤال بشأن تداعيات الأحداث في تونس على العالم العربي بوجه عام قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى للصحفيين في مؤتمر صحفي أمس «أحداث تونس خطيرة وتطور له أبعاد تاريخية وتشكل بداية عهد ونهاية عهد آخر». وتابع: إن الأحداث في تونس ستناقش أثناء المؤتمر الاقتصادي للجامعة العربية الذي يعقد في مصر في الفترة من 16 إلى 19 كانون الثاني مضيفاً: إنه يتوقع أن يكون هناك تمثيل من تونس في المؤتمر. ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس أبرز وزرائه لبحث «تطورات الوضع في تونس» ووضع الرعايا الفرنسيين الموجودين هناك، كما أعلن قصر الاليزيه. ويشارك رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون ووزراء الدفاع آلان جوبيه والخارجية ميشال اليو ماري والداخلية بريس اورتفو والموازنة فرانسوا باروان في هذا الاجتماع. كما دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تونس إلى «تأسيس الديمقراطية» وقالت: يتعين على تونس أن تتخذ خطوات باتجاه الديمقراطية والحقوق الأساسية مثل حرية الصحافة والتجمع. ودعا وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني مؤسسات الدولة والمجتمع التونسي إلى ضبط النفس والهدوء والتحاور للخروج من الأوضاع الصعبة الراهنة، لافتاً إلى أن بلاده ستدعم خيارات الشعب التونسي. وأعربت وزارة الخارجية التركية في بيانها عن أملها «في استعادة النظام والهدوء» في تونس، كما أعلنت الصين الموقف نفسه. وأعربت منظمة المؤتمر الإسلامي، التي تضم في عضويتها 58 دولة مسلمة، عن تضامنها مع الشعب التونسي، مشيرة في بيان لها إلى أن الأحداث التي وقعت في تونس «شأن داخلي». وأكد أحمد عبد الرحمن مستشار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لشؤون منظمة التحرير الفلسطينية في بيان له «إننا نتمنى الخير لتونس العزيزة وسنحافظ على أفضل العلاقات معها». وعبّرت فصائل فلسطينية في مقدمتها حركة حماس عن دعمها وتأييدها «لانتفاضة» الشعب التونسي ضد النظام «المستبد». وقال وزير الداخلية في الحكومة المقالة فتحي حماد «نحن مع الشعب التونسي الشقيق في اختيار قادته مهما بلغ ذلك من تضحيات». وأضاف حماد وهو قيادي في حماس: إن ما حدث في تونس «تطبيق لإرادة الشعب التي صبر عليها على مدى الزمان في إطار قهر معين». من جهته قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب «نبارك للشعب التونسي انتفاضته بوجه النظام المستبد». وأشاد ناطق باسم الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في بيان ب«الانتصار الكبير» للشعب التونسي. وفي الأردن، نظم عشرات من النشطاء والنقابيين وقفة أمام السفارة التونسية في عمان أمس تعبيراً عن دعمهم للشعب التونسي والإطاحة بالرئيس التونسي السابق. وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية: إن بلاده تراقب الأحداث الجارية في تونس، وتحترم إرادة الشعب التونسي وخياراته. كما دعت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها أبناء الشعب التونسي إلى «ضبط الأوضاع وعدم سقوط بلادهم في الفوضى»، مؤكدة أنها «تحترم خيارات الشعب في تونس». وقالت إيران: إنها تأمل في أن يعود الأمن والاستقرار لتونس عما قريب، وأن تسود إرادة الشعب «بالطرق السلمية».