كما توقعت ذلك أندلس برس منذ انطلاق الشرارة الأولى لانتفاضة الشعب التونسي ضد الظلم الذي طاله طوال سنوات، سقط النظام الدكتاتوري في تونس بفرار الرئيس زين العابدين بن علي اليوم الجمعة، في حين طالبت الحكومة الإسبانية الأطراف التي تمسك بزمام الأمور إلى "ضبط النفس". وفي بلاغ توصلت الجريدة بنسخة منه، دعت وزارة الخارجية الإسبانية "السلطات التي تسير النظام مؤقتا إلى تشجيع التوافق الوطني في هذه الظروف الصعبة وتنظيم انتخابات عامة في أقرب الآجال وبكل الضمانات". لكن ساعات قبل ذلك فقط، كانت ذات الحكومة الإسبانية قد أصدرت بلاغا تدعم فيه نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، بعد أن أشتد الخناق عليه وتوالت المظاهرات المطالبة بتخليه عن السلطة، متحاشية الحديث عن مقتل العشرات من المواطنين التونسيين على يد الشرطة في الاحتجاجات على غلاء المعيشة والفساد الذي ينخر البلاد. وكانت وزارة الخارجية الإسبانية قد رحبت "بالإجراءات التي أعلن عنها مؤخرا الرئيس التونسي" معتبرة أن هذه الإجراءات تسير في الاتجاه الصحيح ويجب تعميقها من أجل عودة الأمور إلى طبعتها وتحسين مستقبل تونس". وطالبت حكومة خوسي لويس رودريغيث ثباطيرو نظيرتها التونسية ب"التحلي بروح المسؤولية والتوافق في كل الخطوات التي ستتخذها". علن الوزير الأول التونسي محمد الغنوشي أنه يتسلم صلاحيات رئاسة البلاد بصورة مؤقتة مع تعذر قيام رئيس البلاد زين العابدين بن علي بمهامه "مؤقتا". وقال الغنوشي في خطاب بثه التلفزيون التونسي"بداية من الآن أتولى ممارسة سلطات الرئيس وأدعو كافة أبناء تونس وبناتها من مختلف الاتجاهات السياسية والفكرية ومن كافة الفئات إلى التحلي بالروح الوطنية والوحدة لتمكين بلادنا من تخطي هذه المرحلة الصعبة واستعادة أمنها واستقرارها". وتعهد الغنوشي باحترام الدستور والقيام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تم الإعلان عنها بكل دقة وبالتشاور مع كافة الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني. ودعا المواطنين إلى التحلي بالهدوء بعد فترة من الاضطرابات التي وقعت فيها، وحث كل الجهات المعنية في البلاد على التحلي بالروح الوطنية والوحدة لتمكين البلاد من الخروج من الأزمة الراهنة. وظهر إلى جانب الغنوشي في الخطاب رئيس مجلس النوب فؤاد المبزع ورئيس مجلس المستشارين عبد الله القلال.