قال الصحافي والكاتب الإسباني المهتم بشؤون المغرب، إغناسيو سيمبريرو، بأن قرار المغرب إيقاف التهريب المعيشي بباب سبتة بشكل نهائي في هذا الوقت، جعله متفاجأ بشكل صادم وفاق ذلك توقعاته. وأضاف سيمبريرو في حوار له مع صحيفة “El Faro de Ceuta” المحلية، بأن سبب تفاجئه هو أن إيقاف التهريب المعيشي في هذا الوقت ليس في صالح المغرب، وإيقافه يسبب مشاكل للمدن المجاورة، لكن رغم ذلك كان المغرب جريئا وأوقف التهريب، الأمر الذي جعل الصحافي الإسباني يتفاجأ. وقال سيمبريرو في حواره الذي يسبق ندوته يوم غد الإثنين بسبتة للحديث عن وضعية المدينة، بأن ما يقوم به المغرب من إجراءات تدخل في مجال اختبار الطرف الآخر، وقد بدأ ذلك منذ غشت 2018 عندما أغلق معبر بني نصار بمليلية لفترة مؤقتة، فإذا لم يكن هناك رد فعل فسيواصل المغرب اتخاذ إجراءات أخرى لخنق المدينتين، سبتة، ومليلية. سيمبريرو ذكر بأن فترة الحسن الثاني كانت فترة كثر فيها الحديث عن احتلال سبتة، لكن في فترة الملك محمد السادس لم يكن هناك حديث من هذا القبيل، لكن كانت هناك أفعال على أرض الواقع، تتمثل في تطوير مدن الشمال وإحداث ميناء طنجة المتوسط، الأمر الذي جعل محيط سبتة أقل فقرا مما كان عليه، ومما يوجد عليه محيط مليلية. وقال سيمبريرو بأن المغرب يسعى الآن لخنق مدينة سبتة، ويتوقع أن يفعل نفس الأمر مع مليلية رغم تعقيدات الحالة في مليلية، حيث أوضح في هذا السياق، بأن إيقاف التهريب بسبتة رغم تأثيره على المدن المجاورة، إلا أن سكان المنطقة يمكن أن يجدوا فرص العمل في مناطق قريبة مثل طنجة، على عكس الوضع في مليلية حيث أن محيط المدينة فقير جدا هناك. وفي خضم هذه الإجراءات توقع الصحافي والكاتب الإسباني حدوث الأسوأ سواء بالنسبة لسبتة أو مليلية في حالة إذا لم تتدخل الحكومة الإسبانية، مشيرا في هذا السياق أن الحكومة الحالية لا يبدو عليها أنها ستتدخل وتخشى زعزعة استقرار العلاقات بين البلدين، رغم أن إسبانيا لديها وسائل الضغط على المغرب أكثر مما يملك المغرب، وفق كلام سيمبريرو. وأضاف سيمبريرو في هذا السياق، بأن إسبانيا ليس في مصلحتها إحداث ضغط على المغرب وإحداث زعزعة في البلد، لأن زعزعة الاستقرار في المغرب لن يكون في صالح إسبانيا وقد يتسبب ذلك في حدوث إزعاج ومشاكل لإسبانيا وجنوب أوروبا عامة. وبخصوص الأسباب التي تدفع المغرب لاتخاذ اجراءات الضغط على سبتة في هذه الأوقات، نفى سيمبريرو أن يكون ذلك بسبب حزب “فوكس” في المدينة، وأشار إلى وجود عوامل أخرى غير معروفة قد يكون منها غضب المغرب من قيام حزب “بوديموس” باستقبال نشطاء حراك الريف، من ضمنهم والدي ناصر الزفزافي خلال جولتهما في إسبانيا، وهو أمر أغضب المغرب بشدة حسب سيمبريرو وقد يكون أحد العوامل فقط من ضمن عوامل أخرى.