تدرس عدة شركات نسيج أجنبية لديها مصانع في الصين، نقل استثماراتها إلى دول أخرى من بينها المغرب، بسبب تفشي وباء “كورونا” المستجد، إذ تخشى هذه الشركات من استمرار تفشي الفيروس لمدة طويلة وبالتالي عدم قدرتها على مواكبة التزاماتها من طلبات الملابس. وحسب ما كشفت عنه صحيفة إلموندو” الإسبانية، فإن مجموعة من شركات الملابس الجاهزة الأوروبية بدأت بالفعل دراسة البلدان الأنسب لاستقبال مصانعها بشكل مؤقت إلى حين تجاوز أزمة وباء كورونا، كاشفة أن الخيارات المفضلة هي كوريا الجنوبية وتركيا والمغرب، هذا الأخير التي قالت إنه البلد المفضل بالنسبة للشركات الإسبانية. ووفق المصدر نفسه، فإن شركات تصنيع الملابس الجاهزة مثل “أكوتيكس” و”إنديتيكس”، وماركات مثل “زارا” و”إتش آند إم” ستتضرر مستقبلا في حال استمرار تداعيات انتشار وباء كورونا، والذي أثر كثيرا على الاقتصاد الصيني وأضر بالاستثمارات الأجنبية بهذا البلد الآسيوي، مبرزة أن نقل تلك الاستثمارات إلى المغرب يبدو بالنسبة لعدة شركات خيارا مناسبا. وكانت شركات الملابس محظوظة بسبب تزامن ظهور الفيروس مع السنة القمرية الصينيةالجديدة، وهي الفترة التي تكون فيها الشركات قد أنهت إنجاز طلباتها الموسمية، لكن الخوف قائم بخصوص الطلبات الموسمية الموالية نتيجة توقف عدة مصانع بالفعل عن العمل، ما دفع عدة مؤسسات إلى الإقرار بأن الانتاج سيكون أبطأ من المعتاد. ولا تزال الصين، التي اعترف رئيسها قبل أيام بأن للوباء تأثيرا على الاقتصاد الصيني على المدى القصير، تكافح من أجل تطويق فيروس كورونا بعدما ارتفع عدد الوفايات إلى حدود أمس السبت إلى أكثر من 1600 شخص، حسب السلطات الصحية الصينية، في الوقت الذي ارتفع فيه إجمالي حالات الإصابة إلى حوالي 66 ألفا و500 حالة، منها 2420 حالة تم توثيقها أمس فقط. وتعاني الشركات المستقرة في الصين من تشديد إجراءات الوقاية الملزِمة من طرف الحكومة الصينية، والتي شملك أيضا العاصمة بيكين، حيث طالبت السلطات الواصلين إليها بالبقاء في منازلهم في الحجر الصحي لمدة لا تقل عن 14 يوما، فيما يطوَّق الملايين من السكان داخل مدن بكاملها ممنوعين من مغادرتها.