ظل الجزائري عمار بلاني، الذي أصابته لعنة التدحرج بعد أن أزيح من منصبه كسفير ببروكسيل، ينتظر بفارغ الصبر ترقية ما قد تأتي أو لا تأتي، وضاق ذرعا من منصب صوري "المبعوث الخاص المكلف بالصحراء"، منصب عبارة عن صدفة جوفاء، أحدث على عجل لتأثيث وملء فراغ، والاستجابة لنزوات الجنرالات الذين يحكمون قبضتهم على دواليب السلطة. فعمار بلاني لم يفتأ يضاعف من خرجاته الإعلامية المخادعة التي تمتح دوما من معين السذاجة، واضعا نصب أعينه هدفا واحدا ووحيدا ألا وهو إرضاء أسياده باختلاق وتلفيق ادعاءات حول المغرب. ولعل آخر ما أتحفنا به المدعو بلاني من ترهات نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية، بخصوص الصفعة التي تلقاها وفد بلاده خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الذي انعقد هذا الأسبوع بالقاهرة. فقد أطل علينا هذا الدبلوماسي الفاشل، الذي "أعيد تدويره" لتسخيره في تدوين ترهات معادية للمغرب ، من خلال خرجة تنم عن شعور بائس بالهزيمة، وتمتح من معين إملاءات قاطني قصر المرادية، على شكل "تحليل" مغرض للوثائق التي تم اعتمادها خلال الاجتماع، والذي حاول عبثا من خلاله أن ينزه بلاده من الدور الخبيث الذي تلعبه ضدا على وحدة الصف العربي، بالتحريض على الانفصال والتفرقة والانقسام، عبر إذكاء النزاعات الحدودية والقبلية وغيرها. فقد حاول بلاني من خلال تركيزه على وكالة المغرب العربي للأنباء، التي نشرت بأمانة ودقة وتفصيل مخرجات اجتماع القاهرة، عرض نسخة من وحي خياله للقرارات المعتمدة عبر حرصه على "إخفاء" الارتباطات التي باتت معروفة بين البوليساريو وبلاده والنظام الإيراني. عمار بلاني والأطفال المجندين كما تجنب عمار بلاني في "توضيحه" لوكالة الانباء الجزائرية الحديث عن المكسب الكبير الذي حققته الدبلوماسية المغربية، والمتمثل في ادانة الدول العربية لتجنيد الأطفال في النزاعات المسلحة، في إشارة إلى الأطفال المجندين بتندوف بتأطير من الجيش الجزائري. ولم يفتأ بلاني ،المبعوث الخاص المعلن من جانب واحد، يجتر نفس العبارات حول أطروحة استفتاء تقرير المصير التي عفا عنها الزمن، ممنيا النفس بأن تولي الجامعة العربية بعض الاهتمام لها، وهو أمر بعيد المنال. وأنهى عمار بلاني بنبرة لا تخلو من عجرفة، ترهاته المضحكة بحكم قيمي ومثير للشفقة على حكامة مجلس جامعة الدول العربية، حيث ادعى دون خجل أنه تم "استغلاله" من قبل المغرب، والذي يبدو أنه "سيعرف تحولا ضروريا" قد تكون بدايته في الجزائر أو في أي مكان آخر.